للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد وقفت على تقييد بخط يد المترجم موقع عليه بخط السلطان سيدى محمد ولفظه:

"الحمد لله خدمت أعتاب سيدنا أول وقت الشباب وأفنيت عمرى في الخدمة إلى أن صرت معدودا من الشياب، وقد ظهر على هذا العبد من فضل الله تعالى ثم من فضل المقام الأنفع، والجناب الأرفع، من الخبر الدنيوى والأخروى ما هو أظهر من شمس الظهيرة حتَّى ملك بوجودكم ما لم يملكه أبوه ولا جده، وتزوج وتسرى وولد أولادًا في أيامكم السعيدة فقرءوا ونجبوا، وبلغوا في النباهة مبلغا استحقوا به الجلوس على منصة التدريس من فضل الله ولا فضل إلا فضل الله ثم فضلكم، وقد عرف جنابكم العزيز بمراعاة من خدم سنة أو شهرا، فكيف بمن خدم دهرا، فإن لى الآن في الخدمة أربعا وأربعين سنة ما قصرت فيها في الخدمة، بل قمت ولا زالت قائمًا بما أقدرنى الله عليه مما أرجو أن ينيلنى الله به أرفع الدرجات، والصفح عن الزلات، وأن يسدل سيدى على أولادى رداء التوقير والاحترام، فإنه لا عز لهم إلا بالله ثم بسيادتكم ومطلوبى أن يظهر عليهم أثر العناية بكتب ظهير يكون متضمنا لتوقيرهم رعيا لما سلف من خدمة والدهم ووالده ومن قبلهم من أسلافه الذين كانوا شيعة لأول سلاطين هذه الدولة العلوية، السلطان مولاى محمد، قدس الله روحه، فإنى رأيته أيده الله علامته بخط يده الشريفة الَّذي كتب لهم ونوه بهم، وما أظن سيدنا أيده الله إلا عقل عليها يكون الظهير الشريف، عزًّا لأولادى من بعدى وينبه سيدنا فيه على إقرار من أسكنته منهم بمراكش على السكنى، خشية العين باجتماعهم بمكناسة، لأن فيهم من لا يعرف أصلا ولكونهم نشئوا بمراكش وما رأوا الغرب رأسا، وعلى من داوم على السكنى منهم بفاس، لأنى أهلت بعضهم للسكنى بفاس وأسكنته بها ليبقى متعاطيا للعلم تعلما بها وتعليما، وحاصله أردت ظهيرًا يعم الساكنين من أولادى بمكناسة

<<  <  ج: ص:  >  >>