لكن قال في الإبريز: القول بأن الصاعقة لا تنزل في الأرض السهلة المستوية الحارة غير صحيح، فإنا شاهدناها تنزل في سلجماسة وهي أرض مستوية سهلة حارة صحراء، ولا أحصي كم شاهدناها تنزل فيها.
وقد ذكر السيد في شرح المواقف أن صبيا كان في صحراء فأصاب رجليه صاعقة فسقط ساقاه ولم يخرج منه دم، وقد ذكر المفسرون نزولها في الصحراء عند قوله تعالى: ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء، انتهى. وترجمة أبي عمران العبدوسي تأتي بعد.
وطول محراب مسجد هذه الصومعة متران اثنان وثمانون سنتيما وعرضه متر واحد وسبعون سنتيما.
وفي الجهة الغربية منه المكتبة العلمية الجامعة لمحاسن الكتب القديمة لولا اختلاس جُلّ نفائسها ومد اليد العادية في ذخائرها الثمينة وإضاعة باقيها من ولاة الأحباس بعدم التعاهد والإصلاح أولا وتعطيل منفعتها بغلق أبوابها عن القراء ثانيا، حتى آل الأمر بسبب ذلك إلى أن صار الكثير مما بقي من كتبها التي يعز أن توجد في غيرها إلى حد لا ينتفع به أصلا لتمزقه وتلاشيه ووضعه في محل الكناسة والأزبال، وذلك من المفاسد التي لا تباح.
ومن العظائم التي أوقعت في الجناح، مع كون جانب الحبس غنيا، وبتجديد ذلك ورده إلى حال شبابه مليا، وهلا أيقظ ولاة الأحباس فعل الدولة الحامية فيما شيدته من المكتبة العلمية العديمة المثال بالمدرسة العليا بعاصمة الرباط وجلبت إليها نفائس الكتب المغربية وغيرها، ونصبت بها القيمين المهرة الحازمين المتلقين للقراء في كل حين بأوجه ضاحكة، مع تسهيل مناولة مقصد القارئ منها وإعانته على نيل بغيته، مع أنك إذا نظرت في مصارف الأحباس تجد الكثير منها يخرج في مقابلة لا شئ، إنما هي أسماء لا حقيقة لمسمياتها، كما تجد العدد الوافر منها