ولما علم المترجم وجنده بذلك اقتفوا أثرهم إلى أن أدركوهم ووقعت بين الفريقين ملحمة عظيمة، غير أنه لم يكن لفريق ظهور على الفريق الآخر، ورجع جند المترجم لمكناس، وسار المولى عبد الله بمن معه إلى أن وصل الحاجب، وفرق ما أخذ من مكناس في البرابر أنصاره.
ثم أتى ابن النوينى قائد عبيد مشرع الرملة من مشرع الرملة في شرذمة من إخوانه يريد أخذ الثأر من المولى عبد الله وأحزابه، ونزل بعين الكرمة حيث محطة السكة الحديدية الآن بمقربة من زرهون، ولما خيم هنالك أتى إليه المولى عبد الله في جموعه وشبت نيران الحرب بينهما سبعة أيام، مات فيها قائد العبيد المذكور، ورجع المولى عبد الله لمخيمه بالحاجب، ورشح المترجم على عبيد مشرع الرملة القائد الحوات، وكانت بينه وبين السلطان عبد الله حروب طاحنة كان الظفر فيها للعبيد كما في نشر المثانى.
واقتفى عبيد مكناس أشياع المترجم المولى عبد الله إلى أن بلغوا عين اللوح فصادفوا أمطارا غزيرة وبردا قارصا ورياحا عاصفة اضطرتهم إلى الرجوع دون نيل مرامهم، وقبض المترجم على عدد من الناس وفرض عليهم الأموال الطائلة، ونهب الدور ولم يترك زرعا ولا ضرعا ولا درهما ولا دينارا.
وكانت هذه السنة سنة شهباء، حصت كل شئ، مات فيها عدد عديد من الآدمى والدواب جوعا، وفى رابع وعشرى أقيمت صلاة الاستسقاء ببوعجول، وكان الخطيب السيد حمدون الشريف الطاهرى نائبا عن القاضى السيد يعيش.
وفى الثامن والعشرين من ذي القعدة أعيدت صلاة الاستقساء بباب الفتوح، وكان الخطيب أبا العباس أحمد الورزازى.
ثم أعيدت الصلاة بباب عجيسة والخطيب السيد حمدون الشريف الطاهرى المذكور.