ووقفت على دائرة الأفق، في السفر والمقام، مدة من عشر أعوام، ثم حصلت في النكبة، ووقفت على باب الندبة، وأقمت بين الهلك والتلف.
وفى عام اثنين وثمانين ومائة وألف، وهى النكبة الثانية، ولما خلصت من النكبة وكتب لى أمير المؤمنين سيدى محمد رحمه الله بعد الطلاق رسم الرجعة وقلدت ديوان كتابته، أقبل على بكليته، وأخلف ما ضاع، وصرت بالمماليك والأتباع، وبلغت أعلى المراتب، وتقلبت في المناصب".
وفيه فتح الجديدة من يد البرتقال على ما يأتى عند ذكر فتوحه.
وفيه جلب السلطان أربعة آلاف من العبيد وأضاف إليهم ألفين وخمسمائة من الودايا وأنزلهم بآكدال من رباط الفتح، وبنى لهم هناك، وعند الضعيف أن ذلك كان سنة ١١٨٧.
وفيها سعى لأهل الجزائر في مفاداة أسراهم مع الإسبان، وأوفد كاتبه الغزال للجزائر لتسلم ذلك وتسليمه.
وفى عام ثلاثة وثمانين وجهت دولة البرتقال لصاحب الترجمة هدية عظيمة، وبعث رسله يطلبون المهادنة فأجابهم لذلك على ما يأتى.
وفيه أوقع بأهل تادلا إذ كانوا بغوا وطغوا، وولى عليهم صالحا ولد الراضى الورديغى، فاستصفى أموالهم وتركهم عالة.
وفيه طلب أهل درعة من صاحب الترجمة أن يولى عليهم الباشا سعيد بن العياشى فساعدهم على ذلك.
وفى عام أربعة وثمانين ومائة وألف أوقع بجروان لعيثهم في الطرقات وتكديرهم المسلم العام فقتل منهم نحو الخمسمائة وجردهم من كل شئ وغربهم لآرغار، فأنزلهم وسط العرب ثم توجه لحصار مليلية.
وفى أول محرم عام خمسة وثمانين ومائة وألف ابتدأ المترجم برمى مليلية بالمدافع والمهاريز، قال في الروضة السليمانية: وحاربها أياما فكتب إليه أمير دولة