للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإصبان يقول إننا عقدنا المهادنة برا وبحرا وهذا عقد الشروط الذى أتى به كاتبكم الغزال تحت أيدينا، فأجابه المترجم بما محصله إننا لم نجعل المهادنة في بر وإنما جعلناهم معكم في البحر، فوجه الأمير المذكور للمترجم عقد الصلح فإذا هو عام برا وبحرا فكف عن محاربتهم، وشرط عليهم حمل مدافعه والمقومات الحربية في مراكبهم بعضها لمرسى طنجة والبعض الآخر للصويرة لما يلحق المسلمين من المشقة في جر ذلك برا فقبل الإصبان الشرط وحملوا ذلك فعلا للمرسيين المذكورتين وارتحلت الجنود الإسلامية عنهم.

هذا ما عند الزيانى في الترجمان المعرب والروضة السليمانية، والذى عند الضعيف، أن المترجم نزل على مليلية في خامس شوال عام ثمانية وثمانين ومائة وألف وأنه حاصرها نحو الثلاثة أشهر.

وقال نجل المترجم المولى عبد السلام صاحب درة السلوك: إن ذلك كان سنة سبع وثمانين، وأنه كان إذ ذاك واليا على مدينة فاس، وأنه صحب والده المترجم في هذه الغزوة مع أخويه أبى الحسن على، وأبى التيسير المأمون، وأن والده لما نزل على مليلية ضايق أهلها وهدم دورها، ثم سعى صاحبها في تجديد المهادنة وبذل مالا جزيلا وعدة من أسارى المسلمين، فساعد المترجم على ذلك، وارتحل عنها وسار إلى مكناسة، وهو عندى أصح لحضوره والله أعلم.

ثم إن المترجم عزل الغزال عن الكتابة لتغفله، وبقى في زوايا الإهمال إلى أن كف بصره ومات رحمه الله.

وقال في الاستقصا (١) ما نصه: وسمعت من بعض فقهاء العصر وقد جرت المذاكرة في كيفية هذا الصلح، فقال: إن الغزال رحمه الله لما أعطى خط يده بالصلح والمهادنة، كتب في الصك ما صورته: وإن المهادنة بيننا وبينكم بحرًا لا برًا، فلما حاز النصارى خط يده كَشَطُوا لاَمَ الألف، وجعلوا مكانها واوًا، فصار


(١) الاستقصا ٨/ ٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>