والخطاب الحتم الصميم، المتلقى بالإجلال والتعظيم، المحفوف باليمن والإقبال ذلك قولا من رب رحيم، الحافظ نظام العز الشامخ البناء، واللاحظ المعتمد عليه بعين القبول والاعتناء، والمجد مراسم الاعتلاء، لفضلاء الأبناء المتوارث عن جلة الآباء، أصدره أيده الله تكميلا للمقاصد، وإجزالا لعارفة النعم الحميدة المصادر والموارد، وتنويها بما ثبت واستمر من الصنع الذى انتشر نشره، وفاح عطره، في المحافل والمشاهد، بيد حامله الفقيه العلامة، الشهير بالديانة والاستقامة، وارث سر أسلافه، ومن يكاد العلم والعمل ينبعان من أغصانه وأعطافه، حتى صار الهدى والرشاد من ذاتياته وأوصافه، محبنا في الله وخلاصتنا من أجله سيدى أبى مدين العالم الأكبر، والعلم الأشهر، سيدى أحمد بن العالم الناسك، الواعظ المشارك، النور الشارق، الذائع سر فضله في المغارب والمشارق، سيدى محمد بن إمام العلماء والزهاد، ورئيس النقباء والأصفياء والأوتاد، وجودى الاقتداء، ومنار الاهتداء، في الحياة والمعاد، من تأرجت بعلمه، وتتوجت بدقيق فهمه بطون الدفاتر، وذرى المنابر، ومتن الكراسى صاحب البركات، وذو الكرامات، سيدى عبد القادر الفاسى، رحم الله أشباحهم، وأبد في الفردوس والنعيم نفوسهم الكريمة وأرواحهم، آمين.
يتعرف منه بحول الله وقوته، وشامل يمنه وبركته وجميل مواهبه اللدنية ونصرته، أنا جددنا له ولبنيه، وأهله وذويه، حكم ما بأيديهم من الظهائر السلطانية، والأوامر الإمامية الصادرة عن أسلافنا الكرام، الموالى العظام، الذين اختارهم الله لرعاية الأنام، سقى الله ثراهم بوابل المغفرة والإنعام، المعربة عما ثبت لهم من الأثرة والمبرة، والرتبة السامية المستمرة، التي تقيهم ضروب الضيم والمضرة، وتعرفهم في أحوالهم كلها عوارف المسرة، وترقيهم من ساحة التبجيل والتعظيم مكانا عليا، وتدنى لهم في حدائق التنويه والتكريم من جنا الرعى