يبلغ سندها إلى كتب الأقدمين، فإن الفقهاء يجتمعون عليه ويعزلونه عن خطة القضاء ولا يحكم على أحد أبدا.
الفصل الثانى: في أئمة المساجد، فكل إمام لم يرضه أهل الفضل والدين من أهل حومته يعزلونه في الحين ويأتون بغيره ممن يرضون إمامته.
الفصل الثالث: في المدرسين في مساجد فاس، فإنا أمرناهم أن لا يدرسوا إلا كتاب الله تعالى بتفسيره، وكتاب دلائل الخيرات والصلاة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومن كتب الحديث المسانيد، والكتب المستخرجة منها، والبخارى ومسلما وغيرها من الكتب الصحاح، ومن كتب الفقه المدونة، والبيان والتحصيل، ومقدمة ابن رشد، والجواهر لابن شاس، والنوادر والرسالة لابن أبى زيد وغير ذلك من كتب الأقدمين، ومن أراد تدريس مختصر خليل فإنما يدرسه بشرح بهرام الكبير، والمواق، والخطاب، والشيخ على الأجهورى والخرشى الكبير لا غير، فهذه الشروح الخمسة بها يدرس خليل مقصورا عليها وفيها له كفاية وما عداها من الشروح كلها ينبذ ولا يدرس به، والشيخ على الأجهورى والخرشى الكبيران لم يكونا عندكم بفاس فأعلمونا بهما لنوجههما لكم تنسخون منهما وأنتم أعلمونا هل عندكم أم لا، ومن ترك الشراح المذكورين واشتغل يدرس بالزرقانى وأمثاله من شراح خليل، فإنه يكون كمن أهراق الماء واتبع السراب، ومن وصل في قراءته إلى قول خليل مسكين خليل أكلت لحمه الكلاب أو خليل خلق بهراما، فحين يصل لهذا الباب الذى فيه هذا الكلام الخبيث والعياذ بالله يجوزه ولا يذكره ولا يتعرض لقراءته، ويقرأ من الباب الذى يليه، وكذلك الذى يقرأ الشفا فحين يصل للربع الأخير يختم الكتاب ولا يقرؤه، وكذلك الذى يقرأ البخارى فحين يصل لحديث الإفك يتركه ولا يتعرض لقراءته.
وهذه المسائل التي نهينا عن قراءتها فمن تعرض لقراءتها ونالته عقوبة على أيدينا فلا يلوم إلا نفسه، لأن المسائل التي نهينا عن قراءتها لم يذكرها أحد من