للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا غنم لا يؤدى زكاتها إلا جاءت يوم القيامة أعظم ما كانت وأسمنه تنطحه بقرونها وتطؤه بأخفافها كلما نفدت أخراها عادت عليه أولاها حتى يقضي بين الناس".

ومنه صيام رمضان الذى أوجبه الله على كل عاقل بالغ صحيح حاضر قال سبحانه: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ ... (١٨٥)} [سورة البقرة: ١٨٥]، وقد ضيعت العامة حقوقه وتهاونوا بصيامه حتى إنه بلغنا مجاهرة بعضهم بأكله من غير نكير، ومن صامه صامه من غير قيام بحقه ولا معرفة بما يصحح صومه أو يفسده، وأكثرهم يصومون ولا يصلون، وفى الحديث: الصيام جنة ما لم تخرقه، وعنه عليه السلام: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه وعنه عليه السلام: "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه".

ومنه الحج للمستطيع قال تعالى: {... وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ... (٩٧)} [سورة آل عمران: ٩٧] والاستطاعة هى الزاد والراحلة والأمن على النفس والمال، وقال عليه السلام: من حج هذا البيت ولم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، وقال عليه السلام: العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة.

وقد سمعت العامة فضله وجحدوا حكمه وارتكبوا فيه من البدع والرياء والسمعة ما أفسدوه عليهم، فإن الحاج ينبغى له اختيار الحلال المحض لذلك، والمحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها، ومعرفة أحكامه وسننه، وترك المراء والجدال والرفث والفسوق وحفظ الجوارح من المعاصى، وخصوصا الفرج واللسان قال الله سبحانه: {... فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ... (١٩٧)} [سورة البقرة: ١٩٧] وقد صار اليوم عند العامة لهوا ولعبا، وجل العامة لا يقصد به إلا

<<  <  ج: ص:  >  >>