للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التسمية بالحاج فقط ولا يقصد به فرضا ولا غيره، فتجد الرجل يتوجه للحج ومن حين خروجه وهو متلبس بالمعاصى من أكمل الحرام وترك الصلوات والتهاون بأمور الدين، ولا يعرف ما يأتى وما يذر، ويرجع وقد توجه لفرض فعطل فروضًا. ولم يدر مسنونا ولا مفروضا. أولئك الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا".

"ومن أركان الدين الجهاد في سبيل الله وهو فرض كفاية ما لم يفجإ العدو، فإن فجأ العدو كان فرض عين، قال سيدى خليل: وتعين بفجإ العدو وإن على امرأة وصبى .. إلخ. وقال الله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ... (٢١٦)} [سورة البقرة: ٢١٦]، وقال: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٢٤٤)} [سورة البقرة: ٢٤٤]، وقال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً ... (١٢٣)} [سورة التوبة: ١٢٣]، وقال سبحانه: {... وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٤١)} [سورة التوبة: ٤١]، وقال: (الذين آمنوا جاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون) (١)، وقال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ ... (١٠)} [سورة الصف: ١٠]، وقال: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ ... (١٦٩)} [سورة آل عمران: ١٦٩].

وقال عليه السلام: "الجهاد رهبانية أمتى". وقال: "لكل نبى حرفة وحرفتى الجهاد في سبيل الله"، وقال: "جعل رزقى تحت ظل رمحى وجعلت الذلة والصغار على من خالف أمرى"، وقال: "من مات ولم يغز ولم ينو الغزو مات ميتة جاهلية"، وقال: "ما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا".


(١) نص الآية الكريمة: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (١٥)} [سورة الحجرات: ١٥].

<<  <  ج: ص:  >  >>