وسبب تلك الهبة على ما في تحفة الحادى المطرب لأبى القاسم الزيانى: أنه لما كانت سنو المسغبة ورتب الخبز في المدن يفرق في كل حومة على ضعفائها، اجتمع شرفاء فاس وطلبوا منهم أن يخصهم بنصيبهم ولا يدخلون مع العامة، فقال لهم: هذا شئ تافه وسأخصكم بما هو كثير منه، فأنعم عليهم بمال إراثة فاس. اهـ. الغرض.
فأصدر ظهيرًا لهم بتنفيذ ذلك على وجه الإقطاع وقفت على نسخة منه مسجلة إليك نصها:
"الحمد لله، نسخة رسم وخطاب من يجب أمنه الله عقبه بما سيذكر نصه: الحمد لله نسخة ظهير كريم مولوى هاشمى سلطانى محمدى والخط والطابع الشريفان بين الحمدلة وصدر افتتاحه، ورسم الرفع عليهما بطرته، والقبول عقبه، نص أوله: "الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم، ونص الخط: محمد بن عبد الله كان الله له، ونص الطابع بما هو بداخله: محمد بن عبد الله بن إسماعيل الله وليه ومولاه، وما هو بدائرته المحيطة به: ومن تكن برسول الله نصرته؛ إن تلقه الأسد في إجامها تجم.
ونص الظهير:"
"هذا ظهير كريم، تتلقى أوامره المطالعة بالإجلال والتعظيم، وتتأرج منه نسمات الوقار والتكريم، يتعرف منه بسابغ يمن الله وطوله، وجميل بركته وجليل فضله، أننا وهبنا متخلف المنقطعين بحضرة فاس على ما يذكر في هذا المسطور الكريم من السادات الأشراف الجلة وفرهم الله وهم الشرفاء الإدريسيون:
(١) أهل دار القيطون و (٢) الطاهريون و (٣) العمرانيون و (٤) الطالبيون و (٥) الغالبيون و (٦) الصقليون و (٧) العراقيون و (٨) المسفريون و (٩) الدباغيون و (١٠) الكتانيون و (١١) الكانونيون و (١٢) الشفشانيون و (١٣) الفضيليون