وبعد ذلك ذهبت السفارة لزيارة مرسى المدينة ورؤية معاملها البحرية، ثم غادرتها إلى لروقة، ثم سارت في طريقها إلى غرناطة إلى أن بلغت قالص، فخرج القوم للقائها يتقدمهم السفير الإسبانى الذى سيرافقها للمغرب، والتقت بداخل المدينة بمن فك من الأسرى القادمين من قرطجنة، وقد انضم إليه من ورد من "برطونة" و"الكراكة" فصارت جملتهم ثلاثمائة إلا عشرة، وبعد انتظار هدية الملك التي يذهب بها سفيره، أبحر الجميع إلى تطوان فوصلوها بعد أربع وعشرين ساعة.
وقد ضمن الغزال أخبار هذه الرحلة كتابه (نتيجة الاجتهاد، في المهادنة والجهاد) وصف فيه المدن التي مر عليها، والقصور والمشاهد التي رآها وبقية آثار الإسلام التي هناك امتثالا للأمر المولوى.
وفى سنة ١١٨٢ كتب ملك الإسبان للسلطان يطلب توسطه بين صاحب الجزائر وبينه في شأن مبادلة أسرى الفريقين، فكاتب المترجم والى الجزائر يعرض عليه المفاداة فامتنع، فكرر الكتب إليه ثانيا وثالثا في الحض على فكاك أسرى المسلمين فأجاب لذلك بعد الوعظ والتحذير، فكتب المترجم حينئذ للملك أن تبعث أولئك الأسرى في مركب للجزائر وينتظر هناك وصول السفير الذى سيرسله من قبله ليتولى المفاداة بنفسه، وكان هذا السفير هو الغزال مع صاحبيه، فلما وصلوا للجزائر أرسى مركب الإسبان بظاهر مرساها، وأنزل من فيه من الأسرى، فأخرج أهل الجزائر مثل عدهم من الإسبان وانقلب الغزال راجعا إلى الحضرة السلطانية.
وذكر الكاتب ابن عثمان في آخر رحلته إحراز المعلى والرقيب أنه لما قدم من سفارته للمغرب سنة ١٢٠٢ أمره المترجم بالورود عليه لمخيمه بالحياينة قال: فتلاقينا معه أدام الله تعالى عزه فبقينا مخيمين هناك ثلاثة أيام، وقد كان ورد عليه