للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رجعت منها لبلدة أخرى أنزلت فيها بالدار التي نزل فيها إمبراطور الألمان لما كان هناك، ورأت في هذه البلدة معامل السلاح والبارود والكاغد.

وكان الملك يستدعيها مرارا لمشاهدة التمثيل بالأوبرا كلما ذهب، وكذلك استدعاها تكرارا لزيارة الحديقة الصيفية، وذهبت بدعوته لمشاهدة تعويم مركب في البحر، فأعد لابن عثمان مقعد بإزاء مقعد الملك واستدعاها لزيارة قصره في بلدة (برطج) مقره في الخريف، فرأته يسوق الكدش بنفسه، ولعب بمحضرها كرة "التنس" كما استدعاها لزيارة قصره في مشتاه ببلده (كزرته) وغير ذلك.

ولما انتهت أعمالها أعلمت الملك بعزمها على السفر، وكان إذ ذاك بمشتاه فأجابها بأنه سيأتى لنابل بقصد وداعها، ولما جاء إليها أعلمها باللقاء بين العشاءين فوقع ذلك على الوصف المتقدم في لقائه ولقاء الملكة، وبعد ذلك بعث الملك للسفارة جوابه عن الكتاب السلطانى مع هدية من صنائع بلاده وتحفها وبعث لها هديتها الخاصة بها.

وركبت السفارة ومن معها ممن فك من الأسرى البحر رابع المحرم فاتح سنة ١١٩٧ في مركب رئيسه من جنس (الراكوزة) تطوع به لحمل السفارة حيث تشاء دون عوض، فحياها بمدافعه وسار بها إلى أن أداه اضطراب البحر إلى صقلية، فخرجت زوارق أعيانها ونائب حاكمها للسلام على السفير، وعرض النزول عليه للمدينة للاستراحة فنزلوا من الغد نظرا لازدحام المركب بالأسارى في احتفال مثل ما جرى لهم في غيرها من البلاد التي كان ذهابهم إليها رسميا.

وأعدت لهم دار خاصة، ثم طلب منهم حاكم الجزيرة أن يعينوا له وقتا للمقابلة، فعينوه له وقابلوه كما قابلوا أعيان المدينة (بلرم) ونوابها فكان الجميع يرحب بهم ويظهر لهم السرور بقدومهم، ودعوا لمشاهدة التمثيل بدار الأوبرا، وبعد أن أقاموا ستة وعشرين يوما عادوا لمركبهم، فلما سار بهم ثلاثين ميلا وجد

<<  <  ج: ص:  >  >>