وبعد: فقد أخبر وصيفنا الحاج سعيد جسوس أن البابور الذى رجع بالحجاج من طنجة توجه لجبل طارق وأرسى هناك، وأن الذين فيه في حيرة مما وقع لهم لا يعلمون أين يذهبون ويتوقعون الهلاك، ولولا أن أهل جبل طارق أذنوا لهم في الإرساء واشتراء ما يحتاجون إليه من المؤنة لكانوا معرضين للتلف في البحر جوعا، وذكر أن جميع أهل جبل طارق أنكروا ما حكمت به جماعة السنيدة وأنهم عدلوا عن الصواب وحكموا بشهوة أنفسهم، وأن حكم جميع الأجناس مخالف لهذا ومن جملتهم الصبنيول، جعلوا لمن يتوجه من جبل طارق لقالص خمسة أيام كرنطينة، وأما رد هؤلاء بالكلية من بلادهم وتعريضهم للهلاك فلا يقول به أحد من الأجناس.
وأخبر أنه يلزمهم في جبل طارق صائر كبير في كل يوم، وطلب تدارك أمرهم، وقد قدمنا لك الكتب في شأنهم وأعدنا لك هذا تأكيدا، والذى فهمناه من الكتب الواردة على حضرتنا العالية بالله أن أمر السندة مسند إلى نواب الأجناس، لكن لا يمكنهم أن يحكموا فيه بغير العدل بل يجرونه على القوانين، وقد أمرنا الأمناء بأن يدفعوا لك ألفى ريال لتوجهها لجبل طارق تفرق على ذوى الحاجة من الحجاج الذين في البابور المضطرين بقصد الاستعانة بها على حالهم، وذلك على يد الحاج سعيد جسوس، والرجل المعين معه المقيد بالطرة والسلام في ٢٤ ربيع الثانى عام ١٢٨٢" والمقيد بطرته الحاج الطاهر بن المليح بنانى والتاجر العربي ابن كيران ومن اهتمامه بمصالح دنياها أنه لما بلغه ارتفاع ثمن الحبوب التي يقتات بها بتطاوين وطنجة والعرايش، أصدر ظهيرا شريفا لبعض عماله فيه ما نصه:
"خديمنا الأرضى الطالب محمد بن عبد الكامل الصبيطى وفقك الله، وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.