وبعد: فإن الحبوب غلت أثمانها وارتفعت بتطوان وطنجة والعرائش حتى وصل ثمن المد بها إلى ست وثلاثين أوقية، وهو في الزيادة إن لم يحصل لطف من الله تعالى، واستغاثوا بجانبنا العالى بالله في توجيه الزرع إليهم بثمنه، فاقتضى نظرنا أن نوجهه إليهم من الدار البيضاء والجديدة وآسفى، فأمرنا أمناء الدار البيضاء باشترائه مما يرد عليهم من الشاوية بأمرنا الشري عليهم، وأمناء الجديدة باشترائه مما يرد عليه من دكالة، وأمناء آسفى مما يرد عليهم من عبدة، فنأمرك أن توجه من يريد بيع ما عنده من الحبوب من إيالتك واصلا لأمناء الجديدة ليشتروه منه ويخلصوه فيه، فإن في هذا أجرا عظيما لأنه من الرفق بالمسلمين وإعانتهم.
فقف في ذلك ولا بد أصلحك الله وأعانك، كان شق على المتوجهين للمرسى بالزرع لبيعه بها وأرادوا الاقتصار على بيعه بسوق قريب منها فلهم ذلك، وقد أمرنا الأمناء بتوجيه من يشتريه من أقرب سوق إليها إن شاء الله، وحينئذ فمن وصل للمرسى منهم فيشتريه منه الأمناء، والله يعينك والسلام في ٢٣ من ربيع النبوى الأمور عام ١٢٨٢".
ومن اهتمامه بماليتها وما ينضبط به نمو بيت مالها وداخل مراسيها، ما أصدره للنائب المذكور، وغيره من عمال الثغور، عند تبديل أمناء المراسى.
ونصه: "خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش وفقك الله، وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد: فلما تقرر لدينا وثبت عندنا ما يقع بالمراسى من التساهل في الأمور، وعدم إجرائها على مقتضاها في الورود والصدور، حتى أدى ذلك إلى ضياع مال، بها له قدر وبال، وكان في ذلك من المفاسد العظيمة، ما لا ينكره من له أدنى مسكة من العقل لا سيما أهل العقول الكاملة والآراء المستقيمة، وجب رد البال