للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إليها وحسم مادة فسادها وسلوك طريق تنضبط به أمورها، منها: أنا جعلنا لكل أمين من المرتب الشهرى ما يعينه على القيام بأوصافَ الصدق والأمانة، واجتناب ما يزرى بجانبه من السرقة والخيانة، ومن عثرنا له بعد ذلك على خيانة أقمنا عليه حد السارق وأهناه، وزجرناه زيادة على ذلك وعاقبناه.

ومنها أن لا يتجر أحد بالمرسى التي يكون أمينا بها بل يجاوزها إلى غيرها.

ومنها أن يجعل بكل مرسى واحد من أهلها مرضى وآخر كذلك أجنبى.

ومنها أن يجعل أمين معروف بالحزم والأمانة، والعفاف والصدق والصيانة، وإجراء الأمور على مقتضاها، وسلوك طريق النصح التي يحبها الله ويرضاها، يكون مشرفا على جميع أمناء المراسى ليفتقد أحوالهم، ويراجع أعمالهم، من كل ما يرجع للداخل والخارج ويرد باله للسلع التي تظهر في البلدان، من الحرير والصقلى والجوهر والمرجان، وغير ذلك مما هو رائج ليعلم هل أعطى عليها بالمرسى ما هو لازم، أو أغفلها المجالس بها والملازم.

ومنها أنا جعلنا لكل من رئيس المرسى وخليفته والعدول، من المرتب الشهرى ما يكفيهم من مصروفهم ليحصل لهم ما يغنيهم ويعدلوا به عن الخيانة أى عدول، ومن الله تعالى أسأل لنا ولهم وللمسلمين التوفيق، والهداية إلى أحسن طريق.

هذا وقد عينا لمرسى طنجة الأمين الحاج بوجنان البارودى، والحاج عبد الكريم أحرضان الطنجوى ونفدنا للأول منهما تسعين ريالا، وللثانى ستين ريالا في كل شهر، ولكل واحد من العدلين اللذين أمرنا القاضى بتعيينهما عشرين ريالا عن كل شهر في مقابلة خدمتهما، وخصصناهما بأمر المرسى من غير إشراف لأحد عليهما ولا دخول معهما في عملهما كائن من كان، وعينا لرئيس المرسى خمسة عشر ريالا، ولخليفته سبعة ريال عن كل شهر، ووجهنا صحبة بوجنان الحاج الطاهر بن المعطى بل المدنى القباج بقصد الخدمة معه بمرسى طنجة، حتى تفتح

<<  <  ج: ص:  >  >>