ولم نرد أن نستعجل المجاهدين منكم بالنهوض صحبة ركابنا، بل أردنا تأخيركم رفقا بكم لتستعدوا على سعة وتلحقوا بنا، كان طيرنا الخبر بنكث الكافر لكم، هذا وقد ندبنا القبائل كافة، للاستعداد للجهاد ليقاتلوا المشركين كافة، كما يقاتلون المسلمين كافة. وحذرناهم مما تقدم من التساهل في أمر الكفار، وأرشدناهم إلى سلوك طريق الجد التي سلكها في الجهاد من قبلهم من الأخيار، ليفوزوا من العز الدنيوى والأخروى بما فازوا به، ويحرزوا ما أحرزوه من اتباع ما نص عليه الشارع في ذلك ويتمسكوا بسببه، فنسأل الله العظيم، بجاه رسوله المصطفى الكريم، أن يوفقنا وإياهم، ويبيض يوم تبيض الوجوه محياكم ومحياهم، آمين والسلام في ٢٤ شوال الأبرك عام ١٢٧٧".
ونص ما خاطب به قبيلة بنى ليث:
"خدامنا الأمجاد قبيلة بنى ليث وفقكم الله وأعانكم وسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد فإن جنس الصبنيول ضيق في اقتضاء المال المعقود عليه الصلح معه ولم يقصر في التضييق، وجعل للاقتضاء أجلا ضيقا لا يمكن فيه حتى دفع بعض البعض من المال، ولما رأينا منه ذلك وجوزنا أن يصدر منه نقض للصلح، أعلمنا المسلمين بهذه النواحى بما آل إليه الأمر معه ليكونوا على أهبة واستعداد لمقابلته بحول الله وقوته إن سبق منه نقض وحل لما أبرمناه معه، وتعين إعلامكم بذلك لتكونوا على أهبة واستعداد له إن حل عقد الصلح، وأما إن جعل مسلكه وبقى على ما عقدناه معه فإنا لا ننقضه فكونوا عند الظن بكم، واشتروا بمقابلته مرضاة ربكم، وقابلوه مقابلة يرضاها الله تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم - ريثما ترد عليكم قبائل هذه الجهة، فإنها ميسرة موجودة، وإياكم أن تمدوا له يدًا أو تحركوا معه ساكنا ما دام باقيا على الصلح والسلام في ١٠ شوال عام ١٢٧٧".