وفى سنة ثمانين ومائتين وألف كانت هدة البارود بجامع الفنا من مراكش بسبب نار وقعت في خزين مملوء بارودا، فهدت بسبب ذلك دور وتلفت نفوس، وعظم البوس.
وفى سنة إحدى وثمانين ومائتين وألف كمل بناء القصر المحمدى الذى أنشأه بالثغر الرباطى، واستدعى لوكيرته علماء العدوتين سَلاَ، والرباط خصص لكل يوما، فختموا فيه صحيح البخارى وشفاء القاضى عياض.
قال صاحب الاستقصا: فدخلنا من جملتهم وتقصينا منازلها ومقاعدها فرأينا ما ملأ أبصارنا حسنا وإتقانا وعجيب صنعة هـ وفيها ظهر بآنكاد الفتان بوعزى الهبرى المتقدم ذكره في الترجمة الحسنية.
وفى سنة اثنتين وثمانين ومائتين وألف كانت سفارة أبى عبد الله محمد بن عبد الكريم الشرقى والباشا أبى عبد الله محمد بن سعيد السلوى لباريس كما سيمر بك، وفى شوال منها اعترى السلطان مرض شديد حتى أشاع المرجفون في الأرض موته فشبت الأهوال، واضطربت الأحوال، ولكن الله سلم وفيها كتب لبعض خدامه بما نصه:
"خديمنا الأرضى الحاج قاسم حصار وفقك اله وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد: فقد وصلنا كتابك مخبرا بوصول أبان بيع مستفادات الرباط، ونبهت على العربي بوعياد والعدلانى اللذين يكثران اللغط في أمر المبيعات ويدعيان الخسارة آخرا ولو ربحا، وأشرت بالكتب للأمناء بعدم قبول زيادتهما، فقد كتبنا لهم في ذلك وحذرناهم منهما والسلام ٢٤ صفر عام ١٢٨٢".
وفى سنة ثلاث وثمانين ومائتين وألف ظهر بالمغرب جراد منتشر أكل النجم والشجر وباض وأنتج.