وبه أمرنا جميع العمال، ومن هو مكلف بعمل من الأعمال، وإشاعته ليبلغ الشاهد الغائب وبه يقبل لجانب بيت المال، وأمرناهم بالعمل بهذا الأمر الذى أصدرناه، وأبرمناه بحول الله وأمضيناه، وأن يعاقبوا كل من عثروا عليه ارتكب خلاف ذلك، وبأن يسلكوا به أضيق المسالك، جزاء وفاقا على مخالفته، وتعديه الحد وافتياته.
نعم ما سلف من المعاملات بجميع أنواعها فيما تقدم قبل تاريخ هذا الكتاب فحكمه حكم ما تقدم في السكة، فلا يكلف أحد بزيادة ومن كان بذمته شئ فيما سلف يؤديه بحساب ما كانت تروج به السكة في الريال والدرهم، والعمل بهذا الذى أمرنا به هو من الآن لما يستقبل إن شاء الله، وبهذا يزول الإشكال فيما تقدم بين الناس في المعاملات، ونسأل الله أن يخلص العمل في سبيله ومرضاته، ويجازى من فضله وكرمه على قصده وصالح نياته، والسلام في شوال عام ١٢٨٥".
وفيها كتب للنائب بركاش بما نصه:
"خديمنا الأرضى الطالب محمد بركاش أعانك الله، وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد: وصلنا كتابك مجددا فيه الإعلام بنازلة الفاسد عيسى ورفيقه وما كتب به لأهل تطوان من التخويف والتهديد إن لم يخرجوا العامل منها، وما نشأ عن ذلك من الفتنة والهرج والترويع، حتى دار بينك وبين نواب الأجناس بسبب ذلك ما سطرته زيادة على ما قدمت الإعلام به، وأشاروا بتوجيه رجل عاقل حازم وعدد من الخيل بكتاب شريف لأهل تطوان وجيرانهم بما يحملهم على القيام على ساق الجد في حسم مادة فساد هذين الفاسدين، وأكدت في ذلك لما أشرت إليه ورأيته من حال نواب الأجناس، فها نحن نعين من يتوجه لحسم هذه المادة بحول الله وقوته وهو واصل في الإثر إن شاء الله، وهو الذى يباشر هذا الأمر أولا ويرجع للوقوف على نازلة جرش إن شاء الله والسلام في ٢٨ محرم عام ١٢٨٥".