فارا بنفسه لناحية القليع خائبا، ألفيتم النصارى حملوا أولادك وأخاك وأولاده وأناسا من بنى عمك وأنزلوهم في ناحية المعسكر وصاروا يخاطبونك بالقدوم عليهم والانتظام في سلكهم، وزعموا أنك من إيالتهم، ووعدوك بفعل الخير معك والامتياز عن غيرك إن أنت ساعدتهم، وإن امتنعت من ذلك منعوك من أولادك ومن معهم فتركتهم بيدهم وفررت بنفسك وأجبتهم بأنك من إيالتنا المحمية بالله، ولا نرضى بالدخول في حزبهم وتحت حكمهم، وطلبت الكلام معهم في شأن خلاص أولادك وشيعتك ذاكرا أن ما وقع بينكم وبينهم في العام الماضى إنما هو على وجه الإكراه من القبائل وولد حمزة، وكانوا قبل ذلك غدروكم وقتلوا أخاك وأبناء عمك ونهبوا أولادكم، فإنا أمرنا عامل وجدة بالكلام معهم على رد من ذكرت من أولادك وأولاد أخيك والوقوف عند الشروط المجعولة مع جنسهم وإنا لا نسلمكم بحول الله وقوته والسلام في ١٤ من المحرم عام ١٢٨٩".
وكتب له أيضا:
"محبنا المرابط الأرضى السيد معمر بن الشيخ بن الطيب وفقك الله، وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد: وصلنا كتابك أخبرت فيه أنك لما لم تجد من قبائل المغرب من يعينك على الأخذ بالثأر من ولد حمزة حيث فعل في جانبكم ما فعل من القتل وغيره، اتفقت مع رعية النصارى على الأخذ بالثأر وحركوا معك إليه ولم يحضر معكم نصرانى واحد، وحيث سمعوا بما حل به نقلوا أولادكم الذين كانوا نازلين بالحدود وأخذوا مالهم وأسروهم وأنزلوهم بناحية وهران والقبيلة في ناحية سعيدة، وتكرر طلبهم لقدومك عليهم والكون من رعيتهم وإنزالك منزلة العز والحرمة عندهم، فأبيت إلا البقاء على ما أنت وأسلافك عليه من الكون من رعيتنا المحمية بالله، وطلبت السعى في خلاص أولادك وفكهم من الأسر لأنك اليوم نازل إزاء فجيج