والحق أن ذلك من الحيل كما شاهدناه من بعضهم، وصدقنا في أصل فعله، وذلك أنهم يأخذون الشرناك وهى شجرة معروفة فيسمونها البلعلع، وإذا أكلتها البقر ماتت من ساعتها، ولا يضر غيرها من الحيوان، وإذا قطعت عروقها يخرج منها ماء أحمر كالدم فيتبعون عروقها بالحفر احترازا من تجريحها ولا يحبسونها باليد لكن بخرقة كتان نقية، ويجعلونها في العسل سبعة أيام حول مستوقد النار، ثم يفطرون عليه أو يضعونه تحت لسانهم، ثم يقع لهم شبه السكر فيثبون من المواضع العالية، ويشيرون بالبعج ويدخلون الأفران الى غير ذلك.
وغاية هذا، التحريم لإدخاله الضرر على العقل، فضلا عما يبنون عليه من ادعاء خرق العادة والتصرف في أموال الناس ويتحاشى جانب الأولياء عن هذا ومثله. انتهى.
قلت: جل من ينتمى لهذا الشيخ وأمثاله في كل بلد رعاع لا همة لهم في تحل ولا تخل، ولا رغبة لهم في حق ولا حقيقة، بل لا يهتدون إلى ذلك سبيلا، ولا يطلبون عليه دليلا، وحسبهم تقليد اللاحق منهم للسابق، فيما هو عليه من ذميم الأفعال والطرائق، وهذا النوع هو الغالب في الوجود في كل زمان ومكان، ولذلك انتشرت بدعهم وتكاثرت أتباعهم وهم مع كونهم عميت عليهم الأنباء، إن أرشدتهم طعنوا فيك وقابلوا نصحك بالإباء، وما أحسن قول مخلص ودنا الفقيه أبى العباس أحمد الزيانى:
عجبا للعيساويين وما قد ... نسبوه إلى ابن عيسى الولى
نسبوه إلى الضلال وظنوا ... أن ذاك الضلال هدى النبى
زعمهم يحسنون صنعا وهم من ... أخسر الناس صفقة يا أخى