للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تركوا الدين والصلاة جهارا ... شأن كل معاند أو غوى

عطلوا كل مسجد عن صلاة ... عمروه بكل فحش جلى

وبه رقصوا بدون حياء ... عانقوا كل خودة وصبى

أكلوا الميت والدما وهى رجس ... فرسوها افتراس كلب ضرى

سودوا وجهك ابن عيسى وحاشا ... أن يضاف إليك كل دنى

إيه والله ما أمرت ولا يو ... ما أشرت بذا الضلال الجلى

بل ولو كنت قد رأيت فعالا ... تخجل الميت لو رآها كحى

لتبرأت منهم دون ريب ... واقتديت بقول عيسى الصفى (١)

ولعراقتهم في الجهل والغباوة لم يعلموا أن المشايخ الصوفية أهل الحنيفية السمحة بنوا نحلتهم على أصول أصيلة في نظر الشارع، منها متابعة النبى - صلى الله عليه وسلم - في الأقوال والأفعال، ومراقبة الله تعالى في سائر الأحوال، وأكل الحلال والقيام بواجب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وأن مقصودهم من تأسيس الطرق يدور على أمور جاءت الشريعة بتأييدها والحض عليها، منها بث روح الاتحاد في نفوس الأمة وجمع كلمتها صونا لها عن الوقوع في مهواة التفريق، ومنها السير بالأمة على المنهج السوى والصراط القويم القوى.

ومنها الاجتماع على ذكر الله تعالى على الكيفية الواردة على لسان الشارع.

ومنها الاجتماع على مدارسة القرآن والمذاكرة في معانيه والخوض في عباب معارفه وعوارفه، ولطائفه وطرائفه، والنظر في شئون الإصلاح الظاهرى والباطنى


(١) في هامش المطبوع: "يشير لقوله تعالى حكاية عن ابن مريم سبحانك ما يكون لى أن أقول ما ليس لى بحق الآية.

<<  <  ج: ص:  >  >>