العامة الهامة وملافاة ما أصاب القلوب من الرعونات والأدواء خوفا من أن ينتشر الداء، ويعز الدواء، نظر الناقد البصير فإن وجدوا خيرا حمدوا الله وحضوا على ملازمته واعتناقه بكلتى اليدين، وان وجدوا شرا سعوا في علاجه خوفا من أن تنتشر العدوى، وتعم البلوى، ولا تنفع الشكوى، ولا تسمع الدعوى.
ومنها الاجتماع لما فيه صلاح وتقوية للرابطة الإسلامية وتصفية القلوب بالأدوية النافعة الناجحة المنورة للسرائر والضمائر، المخلصة من الوقوع في شبكة النفس والشيطان والهوى، المنجية من تلبيس إبليس، وتحبب العمل وحمل النفوس عليه حتى تكون دائبة على العمل صابرة عليه ولا تألف الكسل، ولا تميل للراحة فتخلد إلى أرض البطالة والتوانى فتخور عزائمها وتسفل هممها وتهلك مع الهالكين.
ولكن بالأسى والأسف أبى زاعمو أتباع أولئك المشايخ المصلحين إلا أن يخرجوا عن الخطة المثلى التي رسموها لهم، ويحيدوا عن سننهم القويم، ولسنا نشك ولا يشك كل مؤمن صحيح الإيمان أنه لو قدر ظهور أولئك الشيوخ المتبوعين اليوم، ورأوا ما عليه هؤلاء الذين يزعمون أنهم من أتباعهم من اختلاط النساء بالرجال، والتلطيخ بالدم المسفوح والشطح والردح وضرب الرءوس، بالمعاول والفئوس، وتضييع الصلوات، واعتقاد ذلك دينا من أعظم القربات، وتشويه وجه الإسلام والمسلمين بذلك، لتبرءوا منهم براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام، ولفوقوا إليهم سهام المؤاخذة والملام.
فإن قلت: فها نحن بين ظهرانينا علماء الإسلام وهم مفرون لذلك ونجد بعضهم مكثرين لسوادهم في مجتمعاتهم ومواسمهم متبركين بهم ملتمسين لصالح دعواتهم، قلنا: أما السكوت المضاف لمن هو من أهل العلم الحقيقى فعنه جوابان: أحدهما أنهم إن سكتوا فلعلمهم بأن كون تلك الأفعال الشنيعة من المناكر المباينة