للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لعلك أن تنجو من النار إنها ... لقطاعة الأمعاء نزاعة الشوى

وقد تحدث عن المترجم بكرامات، وخوارق عادات، من ذلك ما حكاه في ابتهاج القلوب قائلا: حدثنى شيخنا الإمام محمد بن الشيخ أبي العباس الفاسى، عن الشيخ المعمر سيدى أحمد السفاج، أن الشيخ أبا الرواين، مرّ يوما مع الشيخ المجذوب على حلة، فقال: لا أذهب حتى أعمر هذه الخيمة أو أخليها، وكانت خيمة جليلة لذى مال من تلك الحلة، فصاح بربها فطلب منه فرسه فقال: يا سيدى عندى من أشاوره في ذلك، فذهب إلى زوجته فقال لها: إن أبا الرواين والمجذوب هنا، وقد قال كذا وكذا، فقالت: وما يكون منك إذا بقيت بلا فرس، فجاء واعتذر بذلك، فقال أبو الرواين: من يشترى منى الخيمة وصاحبتها؟ فلم يجبه إلا خماس كان هنالك، قال له: إن عندى عجلا إن قبلته فخذه، فقبله وسار، ثم إن صاحب الخيمة كان له أندر مجوف فدخله يوما ففقد حتى قيل بعد مدة إن آخر العهد به مكان الأندر، ففتش فوجد ميتا هنالك واعتدت المرأة بعده فأخذها الخماس وركب الفرس وأحاط بالخيمة وما فيها.

قال: ومما يحكى عن أبى الرواين أيضًا أن بعض أهل مكناسة لما رأوه على ما هو عليه من الثياب الرفيعة النقية من الدنس وكان عليه كساء مصبوغ الأطراف باللك (١)، وصادف أن كان في الطريق طين مطر فأخذ ذلك الرجل يقدم له الله أن يتمرغ في ذلك الطين هزؤا ولعبا وسخرية منه، فأخذ أبو الرواين يتمرغ فيه لما سأله بالله، فلما قام قال: اليوم أنا وغدا أنت، فمن الغد قتل هنالك.

وأظن الحكاية مع ولد الفقيه أبى على حرزوز، فإنه كان أخبر بما وقع له وقد سمى لى صاحبها من أخبرنى، إلا أنه طال عهدى هل هو المذكور أو غيره.


(١) في هامش المطبوع: "عروق نبات تستعمل للصباغة".

<<  <  ج: ص:  >  >>