للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفقهاء الذين بمدارس فاس، فلم يجد أنجب من صاحب الترجمة حينئذ فولاه قضاءها، فسلك رحمه الله سبيلا حسنا، وكفى به أن الشيخ اليوسى ارتضاه للمشورة في الرسالة التي كتبها لسيدنا الجد السلطان مولانا إسماعيل، إذ قال له فيها: فعلى سيدنا أن يقتدى بهؤلاء الفضلاء ولا يقتدى بأهل الهوى، وشمال من معه من الفقهاء، كسيدى محمد بن الحسن -يعنى صاحب الترجمة- وسيدى أحمد بن سعيد وغيرهما من العلماء العاملين الذين يتقون الله ولا يخافون فيه لومة لائم. انتهى.

وما أراده السلطان من اتخاذ القضاء غريبا هو من أسباب العون على العدل وتيسيره، وما زال أهل العدل يحتاطون له.

انظر ما فعل القاضى ابن محسود فإنه حكى عنه في التشوف: أنه لما ولى قضاء فاس اتخذ رياتا بمكناسة يقضى له الضروريات لئلا يكون له مخالطة مع أحد من أهل ولايته بوجه ما، انظر لفظه في ترجمة أبى عبد الله بن محسود.

وقد كان صاحب الترجمة من أهل التثبت في الأحكام والتحرى، ومما يحكى عنه في ذلك أنه كان إذا أشكل عليه وجه الحكم قيده وضرب الأجل للخصم حتى يفرغ لتأمله، وكان مظنة وقت فراغه يوم الخميس، فيمضى إلى شيخه إمام الجماعة أبى محمد عبد القادر بن على الفاسى ويذاكره فيه بمحضر من يتفق له حضوره من العلماء حتى يتضح الأمر فيحفظه ليحكم به على الخصمين، وهذه سيرة عالية تدل على قوة الدين، والتمسك بحبله المتين.

مشيخته: أخذ عن سيدى عبد القادر الفاسى، وناهيك به وعمن في طبقته من شيوخ عصره، وأجازه عامة: الملا إبراهيم بن حسن الكورانى الشهرزورى بواسطة صاحبه قاضى سجلماسة أبى مروان عبد الملك التجموعتى عندما رحل للحج، كما وجد ذلك بخط التجموعتى المذكور.

<<  <  ج: ص:  >  >>