للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى أبو زيد عبد الرحمن كان يقرئ الصبيان بالمكتب المقابل بانحراف لدرب اللمطى من عدوة فاس الأندلس مشهورا بالبركة.

وقد رأيت رسم شرف لأم عبد الرحمن هذا وقال لى صاحبنا الفقيه أبو عبد الله ولد شيخنا الإمام: إنه كان عندهم رسم شرف لجده عبد الرحمن من قبل الأب أيضًا، فلما لم يصح ذلك عند الشيخ هرب من ذلك، وأخذ بالاحتياط والحزم في دينه مخافة أن تلحقه لعنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للداخل من غير نسب.

وسمعت مولانا أمير المؤمنين أبا عبد الله محمد الشيخ المهدى يوم خروجه لحركة مللو سنة ثمان وخمسين يسأل الشيخ كم لهم بفاس؟ فقال له: نحو مائتى سنة، قال: ملفق هذه العجالة وقضيتنا قريبة من قضية هذا الشيخ فإنى وربى العالم بالخفيات والمجازى يوم تبلى السرائر أدركت والدى رحمه الله وعمًّا لى من حملة القرآن العظيم وهو ابن الصغير بن يعقوب المغراوى ينتمون للجانب العلوى ولا يتوقفون في ذلك، ورأيت بعينى رسم شرف وظهائر ولا أدرى أين صارت، وكان أبى يقول: إن أخاه سيدى محمد قدم مع والده سيدى الصغير من مغراوة الجزائر وأنهم من ذرية ولى صالح يدعى بسيدى يعقوب أو أبى يعقوب وأنهم يعرفون بذلك ببنى مرزبة -بميم فراء ساكنة فزاى مكسورة فباء موحدة بعدها هاء التأنيث- سموا بنبت يعرف بذلك.

أما أبى فإنما ولد بحوز فاس ببنى واريش على ما حدثنا به رحمه الله، وبأيديهم رسم الآن ثبت بشيوخ مسنين ممن أدرك الأب والعم، والله المسئول أن يجمع همتنا عليه ويحقق لنا النسبة الروحانية ويرعانا بعين رعايته في الدارين، وأدعو بدعاء القطب العارف بالله مولانا عبد السلام نفعنا الله به: اللهم ألحقنى بنسبه وحققني بحسبه، والسلام على من يقف عليه عبد الله محمد بن الحسن المجاصى وفقه الله وكان له بتاريخ تسعة وتسعين وألف هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>