وقد كان المترجم محبا في العلماء، مكرما ومعظما جانبهم، محبوبا مبجلا لديهم، يمدحونه ويثنون عليه، فمن مديحهم فيه قول علامة شنجيط وأديبها المفوه النحرير عبد الله بن محمد العلوى المعروف بابن رازكة بكاف معقودة كما في الوسيط من قصيدة:
أثار الهوى سجع الحمام المغرد ... وأرقنى الطيف الذى لم أطرد
ومسرى نسيم من اكيناف حائل ... وبرق سقى هاميه برقة ثهمد
وذكر التي بالقلب خيم حبها ... وألبسنى قهرا علالة مكمد
فبت أقاسى ليلة نابغية ... تعرفنى هم السليم المسهد
طويلة أذيال الدجا دب نجمها ... إلى الغرب مشى الحائر المتردد
ويزعج وراد الكرى دون مقلتي ... بعوث غرام من لدن أم معبد
بنفسى عرقوبية الوعد ما نوت ... وإن حلفت قط الوفاء بموعد
ترد إلى دين الصبابة والصبا ... فؤاد الحليم الراهب المتعبد
وتقصد في قتل الأحبة قربة ... بشرعة ديان الهوى المتأكد
فتاة حكاها فرقد الجو منظرا ... كما ناسبتها نظرة أم فرقد
مهفهفة الكشحين لم يدر طرفها ... من الكحل الخلقى ما كحل أثمد
إذا ما تثنت واسبكر قوامها ... علمت بأن البان لم يتأود
وخاطب قاضى شرعة الشكل (١) ردفها ... إذا ما أقام العطف منها بأقعد
غضوب أرتها نخوة في عظامها ... أن الوصم وصل العاشق المتودد
(١) في هامش المطبوع: "الشكل بالكسر والفتح غنج المرأة ودلها وغزلها".