للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والشرف والعلم والصلاح والدين والجاه، وممن يحصل منهم في غد النجاء، إذ هو من الشجرة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء، ولا تزال تزيد مدى الأيام سموا ونماء فامتثال الأمر واجب، وكل واحد في هذا الجناب العظيم راغب، وللتعلق بأذياله طالب.

فقلت مقالة صدق ووفا، لست أهلا لان أجاز فضلا عن أن أجيز لاسيما من حاز في تحقيق العلوم شرفا، أجزت هذا العالم الشهير، الذى يعجز اللسان عن أوصافه المحمودة فلا يمكنه عنها تعبير، إجازة مطلقة عامة فيما قرأته، وعن الأئمة رويته، من العلوم العقلية والنقلية، وسائر العلوم القريبة والنائية، لعلمى أن الفنون كلها صارت تحت ظله، وبلغ والده أمير المؤمنين فيه ما أمله على الشرط المقرر عند أهل الأثر، ورواه غير واحد من أصحاب الخبر، من إخلاص النيات، وتنقية الطويات لمن لا تخفى عليه السرائر، ويعلم سبحانه الباطن والظاهر، وأن يتقى الله في سره ونجواه، ويتوكل في الأمور كلها على مولاه، {واتقوا الله ويعلمكم الله}، والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين، قال سيد الخلق أجمعين وأفضل العالمين، من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم، وأن يقول لا أدرى حيث يشكل عليه الأمر، ولا تأخذه أبهة العلم ولا نخوة الملك في السر والجهر، فإن العلم مناف لذلك، واتباع السنة المحمدية طريقة المجذوب والسالك، والذى يحيد عنها يوقع نفسه في المهالك، أدام الله عز والدك ونصره، وتوجه بتاج السعادة سره وجهره، وأمدك وإياه بتوفيق مولاه، ورزقك رضاه، والمطلوب منك أن لا تنسانا من دعواتك، في خلواتك وجلواتك، فإن دعاء الغيب مستجاب لاسيما إن كان من أهل الفضل والدين والعلم والشرف من ذوى الألباب. هـ.

مؤلفاته: منها حاشية على التسهيل كما صرح بذلك صاحب درة السلوك.

شعره: من ذلك قوله مرحبا بصديقه الحميم السيد عبد الله بن محمد العلوى الشنجيطى صاحب القصيدتين الطنانتين في مدحه في إحدى قدماته على والده السلطان المولى إسماعيل:

<<  <  ج: ص:  >  >>