وفاته: توفى بمكناسة ليلة الأحد خامس عشر وعليه اقتصر الوزير اليحمدى في المجلد الرابع من كناشته، وقيل ثامن عشر ربيع الأول عام ستة عشر ومائة وألف، واإى ذلك أشار بعض الأدباء بقوله:
وقد قضى نحبه سادس عشر ... من شهره ومالك قبل انتشر
من رأسه لفرجه شطرين ... بقدر ما تجود السطرين
والأمر لله العلى وحده ... يذل من شاء ويحمى جنده
وفى منحة الجبار: أنه توفى سادس عشر ربيع الأول سنة ثمان عشرة، قيل دفن بسيدي بوزكرى، والذى ذكره الحافظ الأستاذ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأغزاوى الإبراهيمى أنه مدفون بضريح سيدى عمرو الحصيني، وأن السلطان مولاى عبد الرحمن أوقفه على قبره، وأراه إياه خارج القبة عن يسار الخارج منها.
وقال بعض الأئمة الأعيان: إنه زار السيد عمرو الحصيني، هذا مع بعض أولاد السلطان مولانا سليمان فأوقفه على القبر الذى ذكر مولاى عبد الرحمن وأنه مشهور عند الخاص والعام. هـ.
قال في الدر المنتخب: وهذا هو الذى جزم به الوزير اليحمدى في المجلد الرابع من كناشته وبه ينتفي كل ريب ووهم فإنه أدرى وأوثق وأضبط.
وكان الذى تولى الصلاة عليه بوصية من المترجم -كما أوصى بدفنه بمقبرة عامة المسلمين وأن لا يبنى عليه فنفذت وصيته رحمه الله حكاه حسبما صرح بذلك الوزير المذكور في المجلد المذكور- هو القاضى أبو عبد الله، وأبو حامد العربي بن أحمد بردلة المتوفى بفاس يوم الاثنين خامس عشر رجب سنة ثلاث وثلاثين ومائة وألف، فنقم عليه بعضهم وأوغر عليه قلب السلطان وقال: إنه يبغضك ولولا شدة بغضه ما سارع إلى الصلاة على عدوك الذى قام عليك، وأراد نزع الملك منك، فكتب السلطان إلى القاضى يهدده ويوبخه فأجابه بما نصه: