عبد الله، وأن بعض رجال حاشيته المرافقين له في سفارته لنابولى، وفينا ألف رحلة في جزء صغير، وأنه رأى نسخة من هذه الرحلة وبها صور وأبنية شاهدها بأوربا.
وذكر همسو أيضًا في كتابه المذكور أن المولى اليزيد وجه ابن عثمان سفيراً لمدريد، ولم أر أحدا غيره تعرض لهذه السفارة، وعلى كل فقد حفظ زيادة على أنه للمنافى لقوله: ولما وردت سفارة أصبانيا على المولى سليمان لتجديد المعاهدات السابقة بينها وبين المغرب كلف وزيره المترجم بمفاوضتها وإمضاء ما يقع الاتفاق معها عليه فعقد معها معاهدة عام ١٢١٣ الموافق لعام ١٨٩٩ المشتملة على ثمانية وثلاثين مادة وشرطا، وفي صحيفة ٦١ من السنة الثامنة من جريدة المنيتور الجمهورية، أن هذه المعاهدة التي أوقعها ابن عثمان مع إصبانيا تعد خطوة جديدة في سبيل المتقدم والمدنية، وذكر طماسى المذكور في صحيفة ٣٦١ من مؤلفه المشار إليه أن مولاى سليمان ووزيره الأكبر ابن عثمان عرفا كيف يقاوما أعداء فرنسا وإصبانيا حليفتها، فلذلك لما بعثت إصبانيا هداياها للسلطان وتبعتها إنكلترا بهداياها التي ضاعفت فيها هدية الإصبان سعيا في قطع علائق الدولتين مع المغرب لم تنجح في مساعيها.
هذا وقد كانت بين صاحب الترجمة وبين عصريه ومشاركه في الكتابة والتقدم أبى القاسم الزيانى المؤرخ منافسة تعرض الزيانى لبعضها في رحلته الترجمانة وغيرها من كتبه، ونال من المترجم على عادته مع معاصريه وغيرهم، قابله الله بالعفو والغفران آمين، وذكر أنهما اجتمعا معا في الأستانة وكل منهما حامل لأوامر ملوكية، وأن الدولة العثمانية اعتنت بالزيانى لمحافظته على آداب السفارة بين الملوك أكثر من اعتنائها بالمترجم مع كونه هو السابق في الورود عليها، وأن المترجم غار من ذلك وحدثت بسبب ما ذكر بينهما وحشة تفصيلها في رحلة الزياني.