للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"الحمد لله. حدثنا فتح بن سلامة، عن نصر بن كرامة، قال: ألحفنى السعد ببرده، وأتحفنى بحلو عيشه وبرده، وبوأنى من حمى الخلافة العلوية العلية ظلالا، وأعلق كفى في خدمة الحضرة المولوية العبد الرحمانية حبالا، في دولة علوية أعلى العلا أعلامها، وحمى الإله حماها، عقد السعود على التناصر عقدها وذمامها، واليمن قد واخاها، فبلغت بطلعتها أمنها ومرامها، وتوصلت لمناها، وبنى الأئمة من قريش مجدها ومقامها بين الورى وعلاها، حموا الشريعة بالسيوف وأوضحوا أعلامها وتنوروا بسناها، فكنت منتظمًا في سلك كتابها، ومعهود في خدمة أعتابها، وصحبت ركاب مولانا العلى العلوى، وجيشه المنصور المولوى، في إحدى قدماته من الحوز، في سفر أسفر طالعه عن وجه الظفر والفوز:

في عسكر ملأ القلوب مهابة ... والأرض خيلا بالعوارف يفهق

للفتح والتمكن فيه دلائل ... وعليه ألوية السعادة تخفق

نهض لها أيده الله غرة ذى الحجة متم عام ناشر، والسعد لمعهود العنانة ناضر، والرعب يقدم جنوده، والسعد ينشر ألويته وبنوده، والنصر تحت ظلال أعلامه، وحفظ الله من خلفه وأمامه:

والدهر معتدل الآناء مقتبل ... والشمس حلت ببرج السعد والشرف

ومطارف السندس بالآفاق قد نشرت، وجنود النور حشدت ألوانها وحشرت:

والأرض تجلى عروسًا في ملابسها ... وشت حلاها يد الأنواء بالزهر

والنسيم قد عطر بنشره الأودية، وغازل الأغصان فنازعها المطارف والأردية، وجر ذيل دلالة في الآكام والأودية.

والريح تلطم أرداف الربى ... مرحا وتلثم أوجه الأزهار

<<  <  ج: ص:  >  >>