واحمر فأما وصفه فمطهم عتيق، وأما لونه فعقيق، واصفر كأنما صيغ من ذهب، أو خلق من لهب:
ألقى الأصيل عليه من نضارته ... غلالة وشت الظلما حواشيها
ومن أزرق قد تسربل حلة السماء وتحلى بالنجوم، أو رام استراق السمع فرمته بشهب الرجوم:
عطايا أمير المؤمنين وبره ... بأجناده والبر بالجند يحمد
مليك حليفاه التوكل والرضا ... وأوصافه علم وحلم وسؤدد
يصاحبه أمن ويمن ورحمة ... ويعضده فتح ونصر مجدد
فتى المجد أما هديه فموفق ... رشيد وأما رأيه فمسدد
به الدين سام والشريعة غضة ... تروق وركن المجد عال مشيد
وإن له في مقعد الحكم حكمة ... يحل بها في الله طورا ويعقد
فلا زال محمود المساعى مؤيداً ... يغور ثناه في البلاد وينجد
فسرنا تحت ظلال العدل والأمن، نستجلى كل حين من غرته الميمونة طالع الفتح واليمن، ونرفل في أردية المعالى الضافية، ونكرع في بحار الجود الصافية، ونتمسك من النجح بالعهود الوافية، ونرتع في روض الأمانى والعافية:
وقد بدت لنا وجوه الهدى ... مسفرة ولاح نور الفلاح
فلما خيمنا بشاطئ وادى العبيد، قابلنا بوجه الجبار العنيد، وأبدى من مده آية الإعجاز، وقال بلسان حاله لا مجاز لا مجاز، واستعان من ثلج الجبال بالمذاب، فأرانا بحراً طامى العباب:
نهر يريك السهم سرعة جريه ... والبحر عمقًا والشفير سعيراً