ولولا (١) ما جبل الله سبحانه عليه هذا الحب العزيز المثال، الذي لم ينسج على منواله فيما يظهر لأحد بمنوال، من على قدره وطاب سره، وحسن بين الناس كغيبة علانيته وجهره، الفقيه العلامة الوزير الأرشد، الأسعد الأمجد، المسئول لنا وله من المولى الكريم في كل وقت حسن العاقبة، وكمال الحفظ والسلامة كما نسأله سبحانه أن يرزقنا وإياكم التوفيق والإعانة، ويجعلنا من أهل طاعته وطاعة رسوله ومن الحافظين للأمانة، وأن يفتح علينا وعليكم، ويرضى أفعالنا وأفعالكم، ولا بأس على الحب الأود، الأعز الأمجد، الصادق في الود شهادة وغيبا. ولم يكن لعدو أن يثبت له عيبا، والدك حفظه الله وجعل الضيافة التي كان فيها طهورًا؛ وجعل عقب ذلك سرورا وحبورا ونورا، ولما أطلعت علم الفقيه الوزير، بكتابك الحبير المنير، تهلل وجهه نشاطا، واغتبط بمثلك اغتباطا، وأعجب كل الإعجاب فأفصح في الدعاء الحينى الأحسن، وشهد بأن هذا أفضل هدى وسنن، وعنده من خبر ضيافة الوالد ما أغنى، وهو بأموره وأمور أمثاله أعنى وأغنى وأقنى، كما ثبت عنده من نصحه وصداقته وبره ومروءته، فالحمد لله الحمد لله والسلام وفي رابع جمادى الأولى عام ستة عشر وثلاثمائة وألف المفضل السوسى لطف الله به من خطه.
وقوله من رسالة خاطب بها بعض أصدقائه المخلصين وكلفه في النيابة عنه في إعلام أحد تلاميذه النجباء الحيلة، وهو ابن عمنا مولانا الحسن بن اليزيد العلوى بوصول رسالته التي أصدرها له ويعلمه بأنه متهيئ لجوابه ولفظ الغرض منها: واعلم أن الشريف المحبوب، المخصوص من الله الكريم بأفضل موهوب، قد وجه رسالة عجيبة، ترى النفس من بلاغة تلك الرسالة، أن أجوبت بها غير وافية ولا مصيبة، فهي جداول بلاغة جرت فتضاءلت البحار، وأسرار مواهب سرت فأذعنت لمحاسنها وجميل محياها الأفكار، أعنى بذلك النبات الطيب معدنه وأصله، الحسن