فصله ووصله، ابن من فضله من شرف سيد الورى - صلى الله عليه وسلم - يزيد، وكل خطاب زورته في نفسى ليكون جوابه كان لمبتدأ تلك الرسالة شاهدا بأن خبرها له مزيد، وربك يخلق ما يشاء ويفعل ما يريد.
ولما عزمت على ممكن الجواب في المستقبل، عجلت لك هذه التخبرة بأنى لا أضيع فصاحته البارعة الفائقة، بل تكرم وتعز وتقبل، ولا عطر بعد عروس، وهكذا تكون طيبة الغروس، زادنا الله تعالى وإياه من الفضائل والكمال، وأصلح أحوالنا في الحال والمآل، ولا تقصر في إكرامه باللائق، وإنما جعلت لك النيابة عني في أمثاله لأنك المحب الصادق، وقد بالغ حفظه الله في الأوصاف، فتح الله بصيرتنا وبصيرته وألهمنا الصواب وباعدنا من الإطراء والإجحاف, وجعل سلوكنا سواء الطريق، وألهمنا الرشد والتسديد والتوفيق، آمين والسلام في ثامن شوال عام ستة عشر وثلاثمائة وألف.
وقوله في جواب الرسالة المشار لها تبارك الذي من هيبته وجلاله وعظمته سبحت بصريرها الأقلام، وخضعت لكبريائه وسبحت قدسه سطور السماء طروس الأرض ودفاتر جهابذة الفصحاء الأعلام، أرسل أفصح البلغاء وأفضل الرسل لإبلاغ ما حمله فقام به أحسن قيام، وأمر بالمستطاع من عمل البر فمن أتى به لا يذم ولا يلام، ونحمده ونشكره، ونذكر بنعمائه بعض من يكفره، على ما أنعم به من الخير المزيد، المقدر في الأزل لمن شاء من العبيد، فلا يقدر أحد منهم على نقض ولا إبرام، ونسأله الغفران لذنوب أوقفتنا لباب الاضطرار، وسترها بسعة رحمته وكفى بكرمه ومنته شؤم الإصرار.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة من ظن كما أمر بربه الجميل، فنال أفضل مرغوب ومسئول ومأمول من عطاء خالقه الرب الجليل، ونشهد أن سيدنا ومولانا محمَّد عبده ورسوله المحبوب، عين الرحمة المهداة