الزرع والماشية، وسار على ورغة إلى أن دخل تازا ثم آب لمكناسة، ولم يدخلها لفشو الطاعون بها إذ ذاك.
وفي عشية يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من المحرم فاتح عام ستة وخمسين ومائة وألف، نزل المترجم وصهره أَحْمد الريفى بالعسال من مزارع فاس قرب وادى سبو، وأعجبتهم كثرة جنودهم المجندة منقسمة على قسمين قسم مع المترجم، وقسم مع الريفى، وفي يوم الخميس رابع عشرى الشهر وقعت مناوشة خفيفة بين محال المترجم ومحال أهل فاس.
وفي يوم السبت سادس عشرى الشهر وقعت معركة عظيمة مات فيها خلق، ولما كان زوال يوم الخميس الثاني والعشرين من صفر حشد الريفى ومتبوعه جنودهما وقطعوا قنطرة سبو، يريدون استئصال الجنود الفاسية، فقذف الله في قلوب شيعة المترجم الرعب بدون قتال فولوا الأدبار، ووقع فيهم الطعن والقتل فازدحموا على القنطرة وسقط في الوادى عدد كثير منهم، وفر المترجم لبنى حسن واحتمى بهم، وسار الريفى على بلاد صنهاجة يطوى المراحل إلى أن وصل طنجة وترك جميع ما أتى به غنيمة.
ثم رجع المترجم بنواحى مكناس يأمل النصرة.
وفي ثانى جمادى الثَّانية دخل المترجم ومن انضم إليه من بني حسن والعبيد وشرذمة من البربر وذلك على حين غفلة من أهلها، ومدوا يد النهب والإفساد، وجاسوا خلال البلاد؛ فقاومهم أهل البلد وأخرجوهم ناكصين وقتلوا منهم عددًا عديدا وقاموا على ساق في تحصين البلاد.
وفي يوم الأحد التاسع عشر من رجب نزل المترجم على الرئيس عبد الحق فنيش صاحب سَلَا، وطلب منه النصرة فبايعه بسلا انتقامًا من السلطان عبد الله كما في تاريخ الضعيف، ثم تبع أهل سَلَا، في بيعة المترجم قبائل بني حسن وفرقة