للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من عبيد دكالة لا غير، وقد راود أهل الرباط على الدخول فيما دخل فيه أهل سلا، فأبوا من إجابته، فحاصرهم أربعة عشر شهرًا وبالغ في التضييق عليهم.

وكان ابتداء حصاره لهم في رمضان العام وألقى القبض على أبي عيسى المهدي مرينو الأَنْدلسيّ الذي صار قاضى الرباط بعد أن هم بقتله، ثم سرحه وخلى سبيله لحفظه مختصر خليل.

وفي رجب الفرد عام سبعة وخمسين اتخذ السلاليم وأراد التسور بها على الثغر الرباطى ليلا من ناحية البحر، ولما أحس بذلك على من الحرس الذي كان بالأبراج أخرج فيمن طلع نفضا مات منه خلق وكسرت تلك السلاليم، وتسارع أهل الرباط لالقاء القبض على من انفلت من الموت ممن هبط إلى مدينتهم.

وفي ذى القعدة من العام أوقع المولى عبد الله ببني حسن وقعة كادت أن تحص منهم كل شيء بتلماغت، ففر صاحب الترجمة لمسفيوة حيث كان اتخذ بها دارًا فشرده منها صنوه أبو محمَّد عبد الله، فذهب إلى مراكش، فوجد صنوه الذي كان خليفة عنه بها وهو بناصر قد لبى داعى الله.

وفي ثمانية وخمسين ثار المترجم بجبال مسفيوة واجتمع عليه هنالك بعض الغوغاء أَيضًا وسماسرة الفتن وبايعوه، فوجه صنوه أبو محمَّد عبد الله من يشرده ويبدد أحزابه وشبت بينهما حروب كان انطفاؤها بتشريد صاحب الترجمة عن جبال مسفيوة، ولجا إلى مراكش فطرده أهلها، فسار إلى دكالة فتامسنا ببني حسن، ولما لم يرفع له رأس في جهة من الجهات المذكورة صرف وجهته لطنجة وأعمالها، واستقر به الثوى بالفحص، فأقام به أيامًا عسف فيها أناسا منهم القائد عبد الكريم الريفى سجنه وسلمه واستصفى أمواله، فثار عليه بسبب ذلك أهل الريف وألقوا القبض عليه، وسلبوه من كل مال ومتمول وامتحنوه وأوثقوه وموا بتوجيهه لصنوه المولى عبد الله، ثم بدا لهم فسرحوه، فعند ذلك كتب لصنوه المذكور وكان يومئذ

<<  <  ج: ص:  >  >>