للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويشى وأتباعه، وسار المترجم إلى أن بلغ آيت أدراسن ففرحوا به وآووه وعززوه إلى أن بلغ لمشرع بولعوان.

وكان هنالك لجانب السلطان عدد وافر من الزرع، ففرقه في أتباعه وضعاف النَّاس، إذ كان الغلاء بمراكش ونواحيها، ففرح النَّاس واطمأن المترجم وودعه أهل تادلا، وانقلبوا لحللهم ومحالهم، وسار هو إلى مراكش، ثم تارودانت، وأقام بها أياما، ثم انتقل إلى السوس، ثم وادى نول حيث استقرار أخواله المغافرة فنزل عليهم.

وكان في معيته ولداه أبو عبد الله محمد مار الترجمة دون بلوغ، وأبو العباس أحمد فوق البلوغ، قاله الزيانى: وقال غيره: إنه ترك الأول من الولدين المذكورين مع جدته خناثة بمكناس، وهو ما حققه في الدر المنتخب وهو الذي يشهد له التاريخ.

وكانت مدة خلافته هذه خمسة أعوام وثمانية أشهر ونصف على ما شهره في الدر المنتخب، وكانت مدة مقامه بوادى نول عند أخواله ثلاثة أعوام.

أما العبيد فإنهم لما علموا بذلك وجهوا لسجلماسة جريدة من الخيل تأتى إليهم بصنو صاحب الترجمة أبي الحسن على الأعرج ليبايعوه، على ما سنفصله بعد في ترجمته بحول الله.

وفى عام ثمانية وأربعين ومائة وألف: كانت فتنة عبد الله بن محمد الكرسيفى مدعى المهدوية بالسوس، وارتفع صيته في تلك الأصقاع، ملأ أرجاءها، واقتحم حصن آكدير عنوة، وفعل بأهلها ما يخجل وجه المروءة، وخيم بالمحل المعروف بفونت تحت أبي القناديل، ومنعهم من الماء حتَّى مات جل تلك البلاد نساء ورجالا وصبيانا عطشا، وحيل بينهم وبين المقابر العامة فصاروا يدفنون

<<  <  ج: ص:  >  >>