المسالك، لقالت يأبى الله والمسلمون ذلك، ولانعقاد الإجماع على استحقاقه لها، ولكونه أحق بها وأهلها، بايعته بالحضرة الإدريسية حرسها الله بوجوده شرفاؤها وعلماؤها وصدورها وأهل الحل والعقد منها على طاعة الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وعلى ما بويع به الخلفاء الراشدون الهديون رضى الله عنهم، وعلى السمع والطاعة في المنشط والمكره، والعسر واليسر بيعة مباركة صحيحة قرت بها نواظرهم، وشهدت في ذلك على صفاء بواطنهم ظواهرهم، وأعطوا بها مع الإفصاح بالكلام صفقة إيمانهم، وجعلوها أُسا يبنون عليه صالح أعمال أديانهم، وتقلدوا من طاعته طوق الحمامة، معتقدين أن سلامة الأمة إنما هى باتباع هذه الإمامة، وزادوا عندها توثقا وتأكيدا، حين أشهدوا الله به على أنفسهم وكفى بالله شهيدا.
وهم في اجتلاب مرضاة الخلافة المباركة ساعون، وفى أعقاب صلواتهم وأوقات خلواتهم لها داعون، اللهم كما أسعدتنا بخلافة وليك الميمونة، واخترته لإقامة شرائع دينك المفروضة والمسنونة، وجعلت طاعته بين أيدينا وبأيماننا نورا، وشرحت لفهم آيات فضله منا صدورا، فانصره اللهم نصرا مؤزرا، واجعل نصيبه من عنايتك جزيلا موفرا، وعرفه في كل مرام فتحا مبينا وظفرا ميسرا، اللهم واصنع له خير ما صنعت، واجمع على طاعته ومحبته القلوب كما جمعت، وارفع ذكره في الأذكار، ودرجته في أئمة العدل الأبرار، فوق ما رفعت.
اللهم إنك قلت وقولك الحق هل جزاء الإحسان إلا الإحسان، فجازه عنا بإحسانه، واحرس أمره العلى بأكرم حفظته وأعز أعوانه، واجعله اللهم على رعيته شفيقا، وبجميعهم مدى الدوام رفيقا، وأبقه ملاذا للمؤمنين، وحصنا حصينا لجميع المسلمين، في هناء متصل شامل، وفرح وافر وسرور كامل، إنك يا مولانا على ذلك قدير، وأنت نعم المولى ونعم النصير، وصلِّ اللهم وسلم على سيدنا محمد خاتم النبيين، وآله وأصحابه أجمعين وسائر الأنبياء والمرسلين، وآخر دعوانا