وبلغ خبر نعيه إليه، كتب على الفور لعامله على مكناس القائد الجيلانى بن بوعزة بما نصه بعد الحمدلة والصلاة:
"وصيفنا الأرضى القائد الجيلانى بن بوعزة وفقك الله، وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد: فغير خاف عنك ما كان بيننا وبين الولى البركة، مولاى عبد القادر العلمى، نفعنا الله ببركاته، من صفاء المحبة، وخلوص المودة، في ذات لله ولأجله، وقد بلغتنا وفاته رحمه الله ورضى عنه، وانتقاله لدار الكرامة والسعادة، فبوصول كتابنا هذا إليك توجه لتعزيه أقاربه وحشمه بنفسك نيابة عنا، وقل لهم: نحن وإياهم في مصيبته سواء، آجرنا الله فيها، فإنا لله وإنا إليه راجعون، ولله ما أخذ وله ما أعطى، وكلٌّ بأجل مسمى، فليس إلا الصبر والاحتساب والرضا، والتسليم لما جرى به القضا.
وإياك ثم إياك أن يمد أحد يدا في متروكه من أقاربه أولاد مولاى عبد السلام أو غيرهم أو يخرج الأمر بعده عمن قدمه قبل وكان يتصرف حال حياته، فالناظر الذى كان متوليا أمر زاويته يبقى على حاله فيها من غير منازع ولا معارض، فهو الذى يخوض في متروكه ويختص بالتصرف فيه خاصة، وقد عضدناه وشددنا أزره بخديمنا الأرضى الناظر الطالب الطاهر بن عثمان ليعينه في ذلك، وظهير صدور أمرنا به يصلك في إثره، فأطلع على هذا خديمنا الأرضى الطالب أحمد اللب، وجميع خدامنا كالأمناء والمحتسب ليعملوا بمقتضاه، وأولاد مولاى عبد السلام تعرف حالهم فمن تقرب إليه منهم ورام الخوض في أمر الزاوية ومتاعها، كفه عن ذلك بالزجر البليغ، حتى لا يتطاول أحد إلى ذلك، فإن أبناء الزمان لا يردهم إلا الجد، والسلام في سادس عشرى رمضان المعظم عام ستة وستين ومائتين وألف هـ".