وبعد: فإننا على يقين من إنفاقك نفائس عمرك في صدق خدمة جنابنا الشريف منذ سنين، وتمسكك فيها بحبل متانة الدين، واستفراغك طاقة وسعك بجد وصفاء طوية وحسن يقين، كما أننا على بال من تشوفاتك السابقة غير ما مرة بالرغبة في إراحتك من مشقة التكليف برياسة دار نيابتنا السعيدة بطنجة، حرسها الله معتذرا بكبر السن ووهن العظم وضعف القوى عن تحمل أعباء ذلك المنصب الأهم، وكان يصدر لك الجواب بما يسليك عن مكابدة تلك المشاق، ويحملك على الصبر ولزوم القيام بذلك الواجب، الذى هو أهم ما تطوق به الأعناق، والوعد بمساعدتك في الإبان الذى يقتضيه الحال، ويترجح فيه من يكون بدلا عنك في رياسة تلك الأشغال.
وقد اقتضى نظرنا الشريف الآن إجابة طلبتك، وإسعاف رغبتك، وفاء بوعدنا السابق، وشفقة عليك من تحمل ما لا يطيقه تزايد الضعف اللاحق، ومجازاة لك باغتنامك جمع شملك في بلدك، وتفرغك للزيادة فيما يرضى الله ورسوله بقية عمرك، فأرحناك من ذلك التكليف، عن رضى من خاطر جنابنا الشريف، وعينا الخديم الأرضى الحاج عبد السلام التازى الرباطى بدلا عنك في القيام بذلك الوظيف، فنأمرك أن تمكنه من جميع ما على يدك من الشروط والأوفاق والضوابط والمكاتب والكنانيش والتقاييد وجميع ما راج على يدك في مدة تكليفك من أشغال دار نيابتنا السعيدة ومتعلقاتها، وأن تبصره كل ما يقتضى الحال اطلاعه عليه، وأن تبين له القضايا التي لا زال الكلام يروج فيها، وما آلت إليه المباشرة في كل واحدة منها، وما يتعلق بها ليكون على بصيرة في إتمام مباشرتها على الوجه المتعين فيها، وأذنا لك بعد ذلك في التوجه لبلدك مثابا مأجورا متفيئا في ظلال رضا الله ورسوله ورضانا ملحوظا مسرورا، والسلام لخ".
وعاد المترجم للرباط للنظر في أموره الشخصية والاستعداد للتوجه لمقر