بزاوية السيد عياد، فلحقوا به وضربوه بالرصاص فأصابته رصاصة من يد ابن همان الهوارى كان فيها حتفه.
واستمرت دولة المترجم على هذا الحال، وكانت أيامه منعمة والأمطار كثيرة، وفي أول دولته وصل وسق القمح إلى ثلاثة وثلاثين مثقالًا، وفي عام ثمانية وأربعين وهو العام الثاني من ولايته رجع الزرع إلى عشرة مثاقيل للوسق هـ ملخصًا مع تقديم وتأخير.
وفي البستان الظريف أن مسعودا الروسى وإلى فاس قتل الحاج أحمد بودا ريس اللمطيين، وأمر بجر جثته لباب الفتوح لسعيه من قبل في قتل أخيه أبي على الروسى، فاجتمع أهل فاس وحملوا السلاح وتوجهوا لقتل مسعود العامل المذكور، فنج بنفسه، فكسروا السجون وأطلقوا سراح من بها، وقتلوا الحرس، ولما اتصل الخبر بالمترجم أعرض عنهم ووجه لهم القائد غانم الحاجى مع أخيه المهتدى، وقال لهم فيما كتب لهم به: إنى عزلت عنكم مسعود الروسى، ووليت غانما الحاجى فلم يقبلوه.
ومن الغد رجع من حيث أتى، ووجهوا مع المهتدى جماعة من العلماء والأشراف والأعيان بهدية ذات بال، ولما مثلوا بين يديه عدد عليهم ما ارتكبوه من قبيح الأفعال، وأوقع القبض عليهم وأودعهم السجن، ولما بلغ ذلك النبأ لفاس أغلقوا الأبواب وأعلنوا بالخلاف، وحكموا السيف في كل من له علاقة واتصال بالروسى المذكور، ووقع قتال مع الودايا.
وفي رمضان العام قدم القائد عبد الله الحمرى أحد قواد العبيد، واجتمع بأهل فاس واعتذر لهم عما صدر من المترجم، وأمرهم بتوجيه هدية له مع وفد منتظم من العلماء والأشراف، فقبلوا ما أبداه من الأعذار وامتثلوا أمره فيما أشار به، وعينوا الوفد وجمعوا الهدية، فكتب الحمرى المذكور للسلطان معتذرا عن أهل