يعلم أنه عاص، ويقول أتوب وأرجع إلى الله، والمبتدع يزعم أنه على الحق حتى يموت على بدعته، ومن مات مبتدعا وجد في قبره حفرة من حفر النار.
أخرج الطحاوى أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: ستة ألعنهم لعنهم الله وكل نبى مجاب: الزائد في دين الله، والمكذب بقدر الله، والمتسلط بالجبروت يذل به من أعزه الله ويعز به من أذله الله، والتارك لسنتى، والمستحل لحرم الله، والمستحل من عترتى ما حرم الله.
وفى رواية أبى بكر بن ثابت الخطيب: ستة لعنهم الله ولعنتهم، وفيه الراغب عن سنتى إلى بدعة هـ. واللعن الإبعاد من رحمه الله تعالى، أى هلاك أعظم من ذلك عياذا بالله.
وقال سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه في بعض خطبه: أيها الناس قد سنت لكم السنن، وفرضت لكم الفرائض، وتركتم على الواضحة ألا لا تضلوا بالناس يمينا وشمالا، وصفق بإحدى يديه على الأخرى، ثم قال: إياكم أن تهلكوا عن آية الرجم، إن يقل قائل لا نجد حدين في كتاب الله، فقد رجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورجمنا، الحديث.
وعن ابن مسعود رضى الله عنه أنه قال: اتبعوا آثارنا ولا تبتدعوا فقد كفيتم، وقال ابن الماجشون: سمعت مالكا رضى الله عنه يقول: من أحدث شيئًا لم يكن عليه سلفنا فقد زعم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خان في الرسالة، لأن الله تعالى يقول: {... الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ... (٣)} [سورة المائدة آية: ٣] وسئل إمامنا مالك رضى الله عنه عن قوم يأكلون كثيرا ويرقصون كثيرا، فقال على وجه الإنكار لهم: أمجنونون هم أم صبيان؟ وقال: هذا لا يفعله أهل العقل والمروءة.
وقال الإمام الطرطوشى حين وصف له حالهم: فمذهب هؤلاء جهالة وبطالة، وبدعة وضلالة، وما الإسلام إلا كتاب الله وسنة نبيه عليه السلام.