الملك، وأنه الأحق والأولى بذلك مع كبر سنه ووهن عظمه واشتعال الرأس منه شيبا، وأعلن عن نفسه بما أفسد ديباجة علمه وأدبه ونباهته، وصيره غرضا للسهام، وقد صرح بأنه ثالث العمرين ونظم في ذلك ونثر، ثم بعد ذلك نقل إلى تارودانت واستقضى بها، ولم يزل بها إلى أن نقله الله إليه.
شعره: من ذلك قوله ينعى على أهل الريف فعلتهم، وينتقص دولتهم، ويفتخر على أهل فاس فمن دونهم ويخبر عن نفسه بما يئول إليه أمره كما في الاستقصاء وغيره:
بلغت من العلياء ما كنت أرتجى ... وأيامنا طابت وغنى بها الطير
ونادى البشير مفصحا ومصرحا ... هلم أبا حفص فأنت لها الصدر
نهضت مجيبا للندا راقصا به ... وما راعنى إذ ذاك زيد ولا عمرو
شرعت بحمد الله للملك طالبا ... وقلت وللمولى المحامد والشكر
أنا عمر المعروف إن كنت جاهلى ... فسل تجد التقديم عندى ولا فخر
أنا عمر الموصوف بالباس والندى ... أنا عمر المذكور بى ورد الجفر
ظهرتُ لأُحْيِى الدين بعد اندراسه ... فطوبى لمن أَمسى يساق له الأمر
ولم يبق ملك يستتب بغربنا ... فعندى انتهى العلم المبرح والسر
أنا عمر المشهور في كل غارة ... أنا البطل المقدام والعالم الحبر
ضبطت بلادى وانتدبت لغيرها ... وعما قليل يعظم الجاه والقدر
وجئت بعدل للإمامين تابعا ... أنا الثالث المذكور بعدهما وتر
فمن ذا يضاهينى ومالى وافر ... ومن ذا يعانينى ولى الحكم والأمر