ففرطوط والرحمون والكوط عصبتى ... وراغون كنزى والصغير به القهر
أولئك أنصارى وأرباب دولتى ... وأهلى وأنصارى هم الأنجم الزهر
إلى أن قال:
هلالى بدا لما هلالى أجابنى ... وغيلان إذ لبى به عظم الوفر
ودولة أهل الريف حتما تمزقت ... فلم يبق بالتحقيق عندى لها جبر
أذقناهم لما أتوا شر بأسنا ... فآبوا سراعا والصوارم والسمر
تطير الأكف والسواعد منهم ... هنيئا فحق للأنام بنا البشر
بخفّى حنين آب عنا كبيرهم ... وما فاته منا نكال ولاخسر
فماذا يضاهينى ومالى وافر ... وذكرى مغمور به البر والبحر
وقد أَجابه على ما فاه به وسولته له نفسه الفقيه أبو عبد الله محمد بن بجة الريفى العرائشى بقصيدة رد عليه فيها أقبح رد وأفظعه، وإن كانت ليست بشئ بالنظر للصناعة الشعرية ودونك بعض ذلك:
في صفحة الدهر قد خطت لنا عبر ... منها ادعاء الحمار أنه بشر
من مر عنه الصبا وما رأى عجبا ... خبره بعجيب دهره الكبر
لا تطمعنك الدجاجيل ببرقشة ... ليس الضلال هدى ولا العمى بصر
ولا الثرى كالثريا في ترقرقها ... وإن تكن كاسمها ولا الدُّجَى قمر
ولا الذى لم يزل في الغى منهمكا ... وإن دعى عمرا فليس ذا عمر
تنضاف للمجد والهزل البشيع به ... عرف قدرك إذ أودى به البطر
ما وجه كونك مثل العمرين وقد ... فر الحديث واهل عنك والسور