ليس التشبه بالعمرين قصدك بل ... تبغى النبوءة لولا الصارم الذكر
ولو تمامى الورى عنك بأن غفلوا ... لجاءنا بالتنبى في غد خبر
وكان أولى بأن يدعى مسيلمة ... أو المسيح الكذوب لو طرا عور
هل أنت إلا كصار حوله ذهب ... فقلت عن سفه كلاهما حجر
جعلت علمك إذ تهدى به شركا ... كيما يحصل من مرغوبك الوطر
وكنت تسعى إلى العليا لتدركها ... ثم انسلخت ككلب حظه القذر
أنى لبلعام أن يرضى ببيعته ... وبادر اللوم أن يخلوه الكدر
وأى فخر وفضل ثم أى ندى ... لراح عمر ترى تقبيلها الحمر
أصبحت مثل الحما المسنون بعد هدى ... من فوق صفوانه أراقها المطر
لا غرو أن كنت في تطوان ذا أُفق ... في معشر همج من جلهم بقر
أراك مثل دخان الجو يرفعه ... رأى كذوب وفى الأبصار محتقر
أنحست قومك إذ طلعت ذا زحل ... فأمرهم مذ بزغت بينهم زبر
هلا لهاك عن الغراء أربعة ... حوت وكزبرة والثوم والخضر
لكنت نزهت فاسا إن تمضمضها ... بذكرك السوء يا ممقوت يا غدر
من أنت حتى يراك الناس مشورة ... هل أنت إلا كقدر حوله زمر
أنستشير ونهدى في مسالكنا ... بأحير من كضب رشده خطر
تعيب فاسا وما حوته من بطل ... وفضلها في الورى ما ليس ينحصر
لم نفتخر أبدا على الورى شمما ... وقد يحق لنا نعلو ونفتخر
أقر كل هزبر أننا أسد ... لسنا لغير إله الكون نفتقر