القضاء، وولى مكانه البوعنانى المذكور، وذلك في صفر عام تسعة وأربعين ومائة وألف، ثم في أواخر جمادى الثَّانية من السنة المذكورة ولاه قضاء مكناسة سيدي محمَّد المدعو ولد عريبة وعزل البوعنانى، ثم عزل المترجم وولى مكانه سيدي محمَّد البيجرى، ثم عزل البيجرى، وولى مكانه السيد عبد الوهَّاب بن الشيخ.
قال المترجم في فهرسته:
ومن الخطأ الصراح، ما كان باح واستراح، من الأشنوعة التي كان استحدثها أولاد بو عنان، وتهافتوا فيها تهافت الذبان، واستهجنها عليهم الملائكة والإنس والجان، وذلك أنَّه لما عزلت عن خطة القضاء عام تسعة وأربعين بادروا إلى حشر من غلبوا عليه من سقط العدول وحمولهم على وضع إشكالهم على وثيقة سطروها، على قدر شهواتهم وحبهم الرياسة، وتظاهروا على تلك الضلالة، بمن كنت عزلته لكونه ظاهر الجرحة ساقط العدالة:
تمنى بأوباش فتوح مدائن ... وذاك لعمرى ضلة وجنون
كضلة عمرو إذ تمنى مراده ... بجيش مراد والجنون فنون
ثم لم يكتفوا بذلك حتَّى أفتوا بقتلى، وقتل من كان عونًا لي على القيام بأحكام الشريعة من حملة العلم، ولما شاع ذلك الخبر وأجمعوا على رفع ذلك لمن كانت بيده إذ ذاك الأحكام السلطانية، وأخذوا فيه بالجد سرا وعلانية، حضر لدى من حضّنى على أن أعد لهم ما استطعت من قوة، ثم ذكر ما كتبه في بطلان تلك النازلة التي تولى كبرها من ولى الأحكام الشرعية بمكناسة وفاس، وبين حرمة المؤمن وعرضه، وكفر من استحل ما حرم الله بعد علمه بتحريمه، وإلغاء شهادة الشاهد وحكم القاضى على عدوهما، ثم ذكر أن الله كفاه شرهم، ورد في نحورهم كيدهم ومكرهم.