للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حراثة أقواتهم واقتناء معيشتهم وضرورياتهم، أمرنا محلتنا السعيدة التي كانت مخيمة بتازا للتوجه إلى نواحى وجدة وآنكاد، وتكميل الغرض بها هنالك في حسم مواد، ورددنا وجهتنا السعيدة لمحروسة فاس، مصحوبين بعناية الله التي هي عمدة التدبير وجنة الاحترس. ريثما نجدد تقويم الحركة والاستعداد، ونترقب ما يظهر من أحوال هؤلاء الأوغاد، فإن أراد الله بهم خيرا وتابوا وأنابوا فذاك، وإلا فننهض لهم في الإبان الذي يقتضيه بما لا قبل لهم بحول الله، وأعلمناكم لتعرفوا حقيقة الواقع وتأخذوا حظكم من فرح الأوبة في عناية الله التي ليس لها من دافع، ونسأله سبحانه أن يحتسب اجتهادنا في حياطة دائرة النظام والدين، إنه ولى التدبير والمستعين والمعين، والسلام في فاتح شعبان عام واحد وعشرين وثلاثمائة وألف.

أما المحال التي كانت بتازا فقد أصدر السلطان أمره إليها بعد رجوعه لفاس بالذهاب لوجدة، وبعد رجوع السلطان لفاس ردت أحزاب الفتان، وجهتها للمحال الحالة بوجدة وذلك عام اثنين وعشرين.

ولما وصلها نزل بلاد بني بوزكو فرقة من زناتة، وبعث إليه رئيسهم حمادة البوزكاوى بالطاعة، فطلب منه مصاهرته على ابنته، فأجابه لذلك واقترح عليه أن يوجه أعيان القواد والوزراء لمصاحبة العروس، فوجه الثائر من أعيان حزبه الخاسر نحو السبعين.

ولما دخلوا دار الرئيس المذكور هش وبش وبالغ في الإكرام وبسط الموائد وعدد الأطعمة فأكلوا وشربوا وانبسطوا، ثم عرض عليهم دخول الحمام وأنه أحماه وهيأه لهم فتجردوا من سلاحهم ودخلوا الحمام زرافات فاستحال حماما، فكانوا طعمه لحد سيفه، ثم لحق الرئيس حمادة من ليلته في أهله وأولاده بمدينة وجدة ودخل في عموم المحلة المخزنية بها.

<<  <  ج: ص:  >  >>