عليه حتى جهز ووضع في تابوته وحمل لمضجعه، وحضر في معية العامل المذكور من كان بمراكش من الأوروبيين.
ثم في يوم الجمعة الرابع عشر من صفر المذكور بقى احتلال وجدة من غير مقابلة ولا مشاغبة أخذا بثأر اقتيل وطلبا للإنصاف من الفعلة والفصال فيما لها من الحقوق والدعاوى غير ما ذكر مما هو مسطور في ظهير سلطانى خوطب به القائد عبد الرحمن بركاش وأعيان الصويرة ودونك لفظه:
الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا ومولانا محمَّد وآله ثم الطابع الشريف بداخله عبد العزيز بن الحسن الله وليّه وبدائرته:
ومن تكن برسول الله نصرته ... إن تلقه الاسد في آجامها تجم
من يعتصم بك يا خير الورى شرفا ... الله حافظه من كل منتقم
"خديمنا الأرضى القائد عبد الرحمن بركاش وأعيان أهل الصويرة المحروسة بالله وفقكم الله وسلام عليكم ورحمة الله، وبعد فإن طبيبا فرنسويا كان مقيما بمراكش فركب علماً بالمحل الذي هو به فتسارع الرعاع إليه وقتلوه، ومن قبله كان جرح فرنسويا آخر ببلاد تكنة، وكذلك في طنجة كان قتل آخر من كبراء فرنسا، وكذلك بفاس جرح آخر".
ولما بلغ ذلك الدولة الفرنسوية حصل لها انزعاج واغتاظت لذلك وها لها ما وقع من هذه الحوادث التي يؤدى إليها طيش الرعاع الذين لا يعرفون مزية الهدنة والسكينة، ولا يتدبرون عواقب النزاع، ولا ينظرون لما نكابده من حسن المهادنة وسياسة الدفاع، مع أن ذلك لا حق له فيه من جهة الشروط، وأن المخزن قادر على رفع ما تشوشوا منه من غير ضرر منهم لصاحبة بطريق الإنصاف، وحملها الغيظ على احتلال عسكرها بوجدة طالبة الإنصاف، وقبض الحق في هذه القضايا