رام مقاومتها واقتحمت باب المرسى ودخلت البلد عنوة بعد أن تركت المبتدئين لها بالضرب صرعى، وجرح بعض الضباط منهم وهو الفسيان (بلاند) المسمى باسمه الشارع الممتد من شريح أبي الليوث إلى الباب المجاور للسقالة القديمة المقابل الآن للبستان العمومى الكائن بحومة أبي الحسن علال القروانى صاحب المزارة الشهيرة إلى الآن بذلك الثغر، واثنان من البحارة، ثم إن الفرقة المذكورة توجهت لدار قنصليتها شاهرة سلاحها تطلق بنادقها على كل من صادفته في طريقها.
ولما وصلت دار القنصلية وجدت الحرس المخزنى المعد لحراستها على الباب فقام وأدى التحية العسكرية، فأطلقت فيه تلك الفرقة مكاحلها وارتقت على سطوح الدار وصارت تتابع طلقاتها النارية على سائر المارة من جميع الجهات حيث كانت تعتقد عداء الكل، كما أن الدارعة المذكورة صات تمطر البلاد بوابل كور مدافعها المدمرة وذلك قبيل بزوغ شمس يوم الاثنين خامس عشرى جمادى الثانية من العام المذكور، موافق خامس غشت سنة سبع وتسعمائة وألف.
وفي زوال اليوم نفسه وردت على الثغر المذكور دارعة أخرى تسمى (دوشيلة) حاملة لفرقة عسكرية أخرى أنزلتها تعزيزا للأولى تنتظم من ماتة وعشرين جندى يرأسها الكمندان (مانجان)، وشاركت الدارعة كليلى في إطلاق القنابل على المدينة، وفرق الكمندان المذكور العس على دور القناصل الأجنبية كالسويد والإِنجليز والبرتغال وأسندت إليه قيادة الجيش النازل ونظم البوليس فأحسن التنظيم والإدارة.
هذا والمخزن باذل جهده في تطمين قلوب الرعية ونشر المكاتب لعمالة وولاة أمره بتحقيق الحقيقة وتقريرها لأولى العصبة من القبائل.
قرأت في ظهير سلطانى عزيز بالتاريخ المذكور مخاطب به باشا الرباط في وقتنا الحاضر، حبنا السيد عبد الرحمن بركاش باشا الصويرة إذ ذاك بعض ما يتعلق