وقول ابن غازى بأرض خيبر كذا سمى هو محل قصر فرعون فيما نقلناه عنه أولا، وقد سماه فيما نقلناه عنه ثانيا بتازجا، والاسمان معا غير معروفين في موضع قصر فرعون المعروف بهذا الاسم الآن ولا قبله فيما نعلم، والمعروف إطلاق خيبر عليه هو الجهة العليا الشرقية المقابلة الداخل من باب الحجر أحد أبواب زاوية زرهون التي بها ضريح البضعة النبوية الطرية الطيبة الإمام إدريس بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن مولانا علي بن أبى طالب، ومولاتنا فاطمة الزهراء بنت إمام المرسلين وحجة الله على العالمين نبينا محمد صلى الله عليه وآله وأصحابه الكرام الطاهرين.
كما أن المعروف بتازجا، هو الجهة العليا غربا التي تلى يمين الداخل من الباب المذكور للزاوية المذكورة، وما نزل عن الباب المذكور خارجا عنها يقال له تحت تازجا بهذا الاسم الإضافى يعرف حتى الآن، نعم يوجد في عرصة بعد وادى وليلى هناك أثر قوس كان قائما هناك على هيئة عمل قصر فرعون فيظهر من ذلك أن عمارة قصر فرعون كانت واصلة لهذا المحل وأن ابن غازى لذلك أشار بالاسم الثانى، وأن اسم المحل حدث فيه بعد ابن غازى تصرف بما ذكرناه وأما الاسم الأول فالله أعلم كيف وقع له فيه.
وقول ابن غازى في المنقول عنه أولا من ناحية جبل زرهون اهـ. مع قوله في المنقول عنه ثانيا وبأسفله يعنى جبل زرهون أسفل منه، وليست هى منه حقيقة، وأظن أن أبا القاسم الزيانى في رحلته به اقتدى في قوله أن مدينة وليلى قرب زرهون وليس الأمر كذلك فالصواب قول ابن أبى زرع في أنيسه، والجزنائى في جَنَازَهرْ الآس، والحلبى في دره، أن مدينة وليلى قاعدة جبل زرهون ومثله ما نقله في القرطاس عن البرنسى من أن وليلى التي دفن بها المولى إدريس هى من زرهون زاد غيره أنها بالطرف الغربى منه، اهـ.