للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: والابتداء الطبيعى لجبل زرهون المتميز عن أرض بلاد مكناسة في طريق الذاهب منها للزاوية المذكورة هو أصل المحل المعروف هناك بعقبة العربى -بفتح العين والراء وياء ساكنة بعد الباء- فكل ما بعد ذلك فهو منه ومن جملته قصر فرعون المعروف بهذا الاسم الآن، وهو في شمال شرقى. مكناسة على ثمانية وعشرين كيلو مترا، وأما ابتداء جبل زرهون في طريق فاس فهو فيما قاله ليون الإفريقى في رحلته من أوطاسايس، زاد غيره على أربعة عشر كيلو مترا من فاس.

قال ليون يمتد جبل زرهون للمغرب على مسافة ثلاثين ميلا وعرضه عشرة أميال (١).

وقال غيره: يمتد للمغرب على أربعين كيلو مترا. قال ليون: وهو بين مدينتين كبيرتين إحداهما شرقية وهى فاس والأخرى غربية وهى مكناس (٢).

قلت: وليون هذا كان حيا سنة ثلاثين وتسعمائة من الهجرة النبوية واسمه حسن بن محمد الوزان وهو في الأصل غرناطى، وقرأ بفاس بعد أن سكنها، كان ركب البحر فأسره الطاليان وذهبوا به لسلطانهم، وهو الذى أسس تعليم العربية برومة، وكان يحسن اللسانين الطاليانى والفنيولى، ويعرف عند الأوربيين بجان ليون ورحلته هذه باللسان العجمى في ثلاثة أجزاء ضخام طبعها المؤرخ شفير الفرنسى في باريز عام ألف وثمانمائة وخمسة وتسعين مسيحية، وعلق بهوامشها فوائد وتنبيهات من كلام مرمول في تاريخ إفريقية له وبكلام غيره.

ثم ما قدمناه عن ابن غازى في مدينة وليلى وقصر فرعون صريح في اتحادهما، ومثل ذلك له في تكميل التقييد، وقد سبقه إلى الجزم بذلك البكرى في


(١) وصف إفريقيا، ص ٢٩٤.
(٢) وصف إفريقيا، ص ٢٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>